باسل الجاسر
أعلن يوم الأحد الموافق 17 فبراير 2008 استقلال إقليم كوسوڤا عن دولة يوغسلاڤيا، وبمباركة غير محدودة من الولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، ورغم اعتراضات واحتجاجات يوغسلاڤيا وروسيا توالت الاعترافات بالاستقلال من الدول وكان بالمقدمة ايضا، وقبل مرور 24 ساعة من الإعلان، الاعتراف الأميركي وبعدها الدول الرئيسية بالاتحاد الأوروبي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، الا ان المستغرب والذي يكاد يصل الى درجة الاستهجان هو عدم إقدام أي دولة إسلامية او عربية على خطوة الاعتراف بهذه الدولة الفتية، ولا أدري لذلك سببا ولا أعرف له منطقا! اللهم إلا إذا كانت هناك تخوفات من ان تكون سابقة تفتح شهية بعض شعوب الأقاليم لديهم للسير بذات الاتجاه، لذلك فضلوا تجاهل الأمر او ان لديهم حسبة سياسية لا نعلمها، ومع ذلك وإلى ان نعرف سببا منطقيا فإنها طامة ألا يجد شعب كوسوڤا المسلم تأييد الدول الإسلامية والعربية على الأقل من باب زيادة عدد الأصوات في الأمم المتحدة وغيرها من المنتديات الدولية، وهنا لابد من الإشارة لدعم الأمين العام لمنظمة الدول الاسلامية والتحركات الطيبة التي من الواضح انها تأتي في إطار جهد شخصي وليس بإيعاز من دول المنظمة.
وما هو أشد وأقسى وأمرّ هو ذلك التجاهل الغريب والعجيب من قبل الكتل السياسية والإسلامية الذين مافتئوا يدعمون الشعوب الاسلامية والمجاهدين في كل مكان في افغانستان والعراق والبوسنة وكشمير وروسيا وحتى شعب كوسوڤا عندما كان تحت القمع الميلوسڤيتشي الا ان هذا الشعب عندما نال حريته واستقلاله، بفضل العزيز القدير ثم بسبب أميركا والغرب، اصابهم الصمت المطبق وبخلوا عليهم ببيان تهنئة او مؤازرة وكأنهم تحولوا من مسلمين الى اي ديانة اخرى، وهذا ما لم أدرك له سببا او منطقا، وأتمنى أن يبادروا للقيام بأداء الواجب تجاه إخوانهم في الدين والإنسانية، فإن كانت هناك موانع او ما يؤخر الدول لحسابات سياسية دولية وإقليمية فإنكم كأحزاب وجمعيات نفع عام في حل منها بل إنكم قد ورطتمونا في مواقف تجاه دول عظمى وقفت مع حقوقنا كوطن وشعب في أحلك الظروف بحجة وقوفكم مع إخوانكم في الدين، واليوم عندما نصر الله إخوانكم نصرا عزيزا تصمتون هذا الصمت المريب، وكأنكم تعترضون على قيام دولة شعبها مسلم جاهد وكافح إلى أن نصره الله!
ومن هنا وتأسيسا عليه سأقوم عنهم باداء هذا الواجب، وقد تابعت الصحف منذ تم الإعلان عن الاستقلال ولم أجد شيئا وأتمنى ان أكون مخطئا، لأنه عيب كبير في حقهم ويضر بمصداقيتهم، خصوصا عندما يتحدثون عن واجب نصرة المسلمين! وفي هذا المقام فإنني أتوجه لشعب كوسوڤا المسلم أصالة عن نفسي ونيابة عن شعبي بأصدق وأخلص التهنئة على الاستقلال ونيلهم الحرية، متضرعا للباري عز وجل أن يكون المستقبل لهذا الوطن التليد وشعبه المجاهد أفضل من ماضيه وأن ينعموا في ظله بالأمن والحرية والرخاء، وشكرا لأميركا والغرب على هذا الدعم العظيم لحرية هذا الشعب الصغير وأتمنى بإخلاص ان يتواصل هذا الدعم ليشمل شعب فلسطين الذي عانى الأمرّين على يد الصهاينة وقياداته على مدى 60 عاما وآن له ان ينعم بالحرية والسلام، اللهم آمين.
الحقيقة والواقع لقد نالت كوسوڤا استقلالها وبقيت لها بعض الخطوات الاجرائية التي لابد منها في مثل هذه الأحوال لتغدو دولة اسلامية في قلب اوروبا وليس بعيدا ان تلتحق مستقبلا بالاتحاد الأوروبي ان هي رغبت ونفذت شروط الانضمام.