في صباح أحد الأيام وبينما كنت أطالع إحدى الصحف اليومية وجدت الخبر التالي: «أعلنت منظمة فساد بلا حدود العالمية ان مسابقة فساد أكاديمي الأولى قد حققت نجاحا باهرا على مستوى عدد المشاركين، حيث شارك بها مئات الشركات المتخصصة بالمواد الغذائية».
وقد ذكر رئيس اللجنة العليا المنظمة ان المسابقة تتكون من عدة مراحل تتم فيها تصفية المشاركين للوصول إلى الفائز بالمركز الأول والذي سيحصل على «كأس الفساد الغذائي»، وميدالية الفساد الذهبية، وجائزة نقدية قيمة تبلغ 10 ملايين دينار بالإضافة إلى منحة دراسية مجانية لمدة سنة في «أكاديمية الفساد الدولية»، كما سيمثل الفائز بلده في مسابقة «فساد أكاديمي العالمية».
وأضاف ان الفائز بالمركز الثاني سيحصل على ميدالية الفساد الفضية، وجائزة نقدية بقيمة 5 ملايين دينار، أما الفائز الثالث فسيحصل على ميدالية الفساد البرونزية، وجائزة نقدية بقيمة مليون دينار، واستطرد ان باقي المشاركين سيحصلون على دروع تذكارية، وكتب شكر، كما سيتم تقديم «شهادات لمن يهمه الأمر» للجميع، وذلك لتسهيل إنجاز أعمالهم وحمايتهم من أي إجراءات قانونية.
ثم تحدث رئيس لجنة الحكام فذكر ان اللجنة المنظمة وضعت معايير دقيقة لاختيار الشركات الفائزة بالمسابقة، حيث يتم التقييم بناء على سنوات خبرة الشركة في مجال الفساد الغذائي، والأسلوب الإبداعي الذي تتبعه في الغش التجاري، وكم المواد التالفة التي تحتفظ بها في مخازنها، بالإضافة إلى عدد المستهلكين المتضررين صحيا من أغذيتها، وهذا العدد نستخلصه من حجم مبيعاتها في الأسواق.
وختاما، أؤكد لك أيها القارئ الكريم ان تفاصيل الخبر السابق غير حقيقية، وهي من نسج خيالي، لكن الحقيقة المؤكدة أن هناك مؤامرة بشعة ضد المستهلك المسكين، دبرتها مجموعة من الشركات الغذائية، ومازالت المؤامرة مستمرة حتى الآن.
زاوية أخيرة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال أصابته السماء يا رسول الله، قال: «أفلا جعلته فوق الطعام، كي يراه الناس؟من غش فليس مني». رواه مسلم
[email protected]