أستشهد في موضوعي الحساس هذا بمقولة مشهورة للشيخ محمد عبده، والتي قالها في مؤتمر باريس عام 1881م، أحببتها وأعتبرها من المأثورات، وعشت حالتها بنفسي، وهي التي تقول: «ذهبت للغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين، ولما عدت للشرق وجدت مسلمين، ولكن لم أجد إسلاما».
تلك المقولة واضحة بتعبيرها الصريح جدا، وخلونا نقولها بعد بالكويتي الصحيح «الشمس ما تغطيها المنخل»، هناك عدة تساؤلات لدينا إسلام له قوانينه وعقيدته وأركانه وكله وكل فحواه عن الاخلاق الإسلامية القويمة، والدين هو خلق، فديننا الاسلام وسماحته وأركانه بحر من بحور العطاء والرحمة والمحبة، فأين الخلق وأين الالتزام بالدين ومن يتحلى بهما الآن؟ لماذا نعيش وكأننا بغابة لا أساس لها وحياة مبهمة، هناك واقع أليم لا أحب أن أعيشه أو أتعايش معه للأسف الآن الكثير فقدوا التحلي بصفات الاسلام، ومن خلال تجربتي في قضاء سبعة شهور في الولايات المتحدة الأميركية رأيت أسمى معاني الخلق والرحمة والحب والالتزام بقوانين الدولة ويطبقونه بحذافيره وإن أساء أحد أفراد الشعب الاتزان في معاملة أي شخص يعاقب، اذن الشعب يحترم بلده ودينه، لأن الدين الاسلامي حثنا على طيب المعاملة وأخذ ذلك على محمل الجد لأن الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام كان يتصف بأسمى معاني الرحمة والاحترام والخلق العالي، فهل من مجيب يا مسلمين يا عرب؟ لا أخاطب الجميع، ولكن الفئة العظمى، ولكن لربما انهم لم يجدوا عقوبة تناسب أخطاءهم فتنطبق المقولة المأثورة وهي «من أمن العقوبة.. أساء الأدب»، وأما من حيث انه يجب على المسلم أن يحترم عمله ويحترم الساعات التي تندرج ضمن قانون العمل فلابد أن نستأثر بكلمة يقولها الشعب وايد وهي «حلل معاشك» عشان رزقك الحلال، وهذا أمر يختص أيضا بالدين، نرى أيضا تقاعسا في العمل واستئذانات لا مبرر لها ولا يوجد من يسد عنهم ولا ينطبق على الجميع، ولكن أعيد وأقول الفئة العظمى، هههه (الله المستعان) البعض ماشي عالبركة، ومنين بتيجي البركة في رزقك اذا ما احترمت عملك واحترمت من وضع نصا صريحا بأن هناك قانونا يجب تطبيقه، في زيارتي لأحد المطاعم في أميركا كنت أتجاذب أطراف الحديث في موضوع كان في وقتها يقلقني كثيرا، ولكن كان حوار مع نفسي التي أنهكت من الحسرة على بلادي وماذا يحدث بها من أمور مؤخرا وكان يبدو علي التأثر والحزن، وفي سياق ذلك أتتني إحدى النادلات لتقول لي بلغتها هل تحتاجين حضنا؟ وأتت وحضنتني، بينما كنت فحضرني هاجس حيث كنت في إحدى الدوائر الحكومية وصعقت بمقابلتي لإحدى موظفات الاستقبال التي تدعو صديقتها للجلوس وشرب القهوة ونحن نقف في الدور الذي لا أحد يلتزم به وللأسف مرة أخرى، هناك ضرير وعاق ينتظرون وتقول لي السيستم عطلان، يا رباه كم نحن في مأساة، وكارثة نتوسل لحلها، وأيضا الدخول على أحد الدكاترة لأشرح له حالتي يقول لي دون أي تشخيص أو فحص يصرف لي الأدول والبنادول والغرغرة، ههه يا لسخرية القدر لم هذا التكهن بأنني لدي مرض آخر وأنا كنت أعاني من مرض معين لا أعلم، عندما أتجول في بعض المستشفيات أحب أن أغني أغنية الأطلال كي أبكي على أطلال تلك المباني التي تصدم بأنهم يرشون فيها فليت والمرض بداخلها وأهالي المرضى، يا رباه ارحمنا برحمتك، هناك من هم يجلسون على مقاعد المجلس الكراسي المريحة جدا ارحمونا، والحل هو الحل نريد تشريعا وتصريحا حكوميا بحتا ولا نريد مجلسا خاليا من الذمة يا مجلس الأمة، كل ما أتمناه أن يكون الحكم للحاكم فقط ولأسرته ويسدل الستار على مسرحية فرحة الأمة.
[email protected]