قيل في الماضي وسوف يقال «لكل زمن دولة ورجال».
الحكمة هي أعظم الفضائل، بل هي مفتاح للفضائل والكل يحتاج لها وجميع البشر وبخاصة القادة وكل من هو بمنصب، بل تحتاج اليها الدول بأسرها، وهي الميزة التي يجب أن يتصف بها رجال السياسة ومن تقلدوا مناصب مؤثرة في الدولة، ومن يتصف بالديبلوماسية فهو وصل أعلى مراتب الذكاء، ومن تميز بالحنكة فقد وصل قلوب الناس، يذهلنا بصفاء ذهن متمتعا بأفكار لا تشبه فكر أحد، منفردا بذاته، وإضافة الى ذلك التواضع والعقل الكبير المتمثل بتنفيذه لقراراته البناءة، عندما نطري اسمه نقول والله وألف نعم، بابه مفتوح لكل من يقصده ولا يرضى بظلم أحد فهو من طبق تلك العبارة (الظلم ظلمات) لا يقبل بظلم أحد ولا يرضى بالخطأ أيضا، خط سيره معروف للجميع، ذاع صيته بالطيب وصفاء القلب رغم القوة التي يمتاز بها بالحق، في مرحلة من مراحل تلفزيون الكويت كان وكيلا له أدهشنا بطريقة وضعه للقوانين والأسس وكيف أنه كان يتجاذب أطراف الحديث ويتشاور ويتباصر مع المعنيين في أي برنامج يقام، ويضيف الأفكار القيمة للنهوض بمستوى تلفزيون الكويت وحينها كتبت في أحد مواضيعي السابقة إعجابي بهذه الشخصية التي تلتف حواليها الكثير من المعاني الطيبة وأسماها وكنت أعجب بنقاء عقليته وهي جبارة كانت ولا زالت، وبديت أصفن وأقول إن هذه المرحلة تذكرني بمرحلة لاتزال في عقلي، حيث ارتبطت كثيرا بجيل الذهب الأصيل وعشقي وحبي لهم كوني إحدى بناتهم المتأثرة جدا بجيلهم الذي لا يتكرر حينما كان الشيخ جابر العلي الصباح - رحمة الله عليه - وزيرا للإعلام ونهض الإعلام الكويتي وكان يشرف على كل شيء بنفسه وكان معهم كأنه عودا من حزمة، وكان الإعلام الكويتي لا يصل الى مستوى نجاحاته أحد ويشهد له، وكان دائما يستقطب الفنانين من مختلف الدول من مشرقها وحتى مغربها، يمكن لي أن أشبه تلك المرحلة بمن أعادها لنا وهو الشيخ فهد المبارك الذي أضفى نكهة مختلفة وأتى بمواضيع وأفكار جديدة لها ونهض وارتقى من جديد وبدأ يأتي بفنانين كبار ويشجع الصغار، وكان يرحب بالأفكار الجديدة التي لها هدف نعم هذا هو بومبارك، واليوم عندما نرى إذاعة الكويت الذي هو وكيلا لقطاعها أيضا بدأت تتلألأ في سماء الوطن العربي وذاع صيتها وبدأت تحصد أيضا الجوائز، لم أر لتلك لشخصية المحبوبة مثيل، فمن لم يعرفها كأنه لم يعرف شيئا في حياته، يضع حلولا بناءة في الوقت ذاته، ويقف مع الحق يرحب بكل من لديه فكرة لصالح الإذاعة وارتقائها، يذهلني ذلك الرجل بهدوئه، برحمته للفقير وكأنه يذكرني بعهد السلاطين حينما كانوا يتنكرون بملابسهم وينزلون الى الأسواق لمتابعة شعبهم، وكل راع مسؤول عن رعيته، وكم رأيت في بومبارك تلك الصفة ورأيتها شخصيا بنفسي وأشهد على ذلك، دائما يأخذ بيد الشباب ويعطيهم فرصا، ولكن لمن يستحق فقط، فهو معنى جميل لصفة الشيخ مثل ما نقولها بالكويت، فالفروسية من شيمهم وتلك العادات هي متصفة بالرزانة والحكمة والعقلية الفريدة من نوعها هو من أضاف للإعلام ركنا جديدا له عدة ميزات، وأيضا سيطر على قلوب كل من عمل معه وأستشهد أيضا بكلمة سمراء الاعلام وملحها الإعلامية إيمان نجم حين قالت إن الإذاعة بخير طالما الشيخ فهد المبارك الصباح على رأسها، يأسرنا دائما بطيبه، وصيته الطيب هو من يفتح بابه للجميع، وعندما نرى كم هو فنانا محبا للفنان يفقه به وبأصالته، له ذائقة رفيعة، فعلا هو الرجل المناسب في المكان المناسب، دائما يسعى بأن ترتفع رايات الكويت عالية فهو يعشق عوينات الكويت وحبه لها بلا قياس يملأ جميع جوارحه، وحينما رأيته رئيسا للوفد يمثل بلدنا الحبيب وكويتنا الغالية في المحافل الدولية كان خير رئيس وخير أب وخير صديق له حكمة وتدبير.
أدامك الله يا بومبارك، كم مرة رأيته ينزل بنفسه للاستوديوهات يشجع المذيعين والعاملين وكأنهم أولاده ليرفع من معنوياتهم ويرى ما ينقصهم وإذا كانت هناك بروفات خارجية يذهب أيضا بنفسه، لذلك هو دينامو الإعلام على قدم وساق، دوما أدامك الله وحفظك من كل قلبي وقلب من يعمل معك ويراك عن قرب ويرى مدى علو الإنسانية التي تمتلكها.
[email protected]