للحرية معنى وفكر خاص وقواعد وآداب، كما أن للدراما دورا وللكتاب دورا أساسيا في خلق روح من احترام ذلك الحق وهو حقنا في الحرية، كما انه كفله دستورنا الموثق لنا، ولكن الاعتدال في جميع الأمور يجعل الشخص على صواب، فللحرية منطق لا ينتزع من العقل السليم والقلب الصافي، فمن طبق شروطها سلم ووصل لهدفه، وأمن حياته واحترم ذاته التي قد تكون أغلى مما يظن أي شخص يعاني من افتقادها.
وتشمل الحرية قدرة الفرد على اتخاذ قرار وتحديد هدف ما من بين مجموعة من الخيارات المتاحة لديه دون النزول الى رغبة أي شخص دخيل على رأيه أو تحت إكراه وإجبار، وهي ان تطلق العنان لطاقاتك وإنتاجياتك في المجالات المختلفة، دون أي قيود مادية أو معنوية تكبل حريتك.
دائما كنت ولا زلت وسأكون متأثرة تأثيرا كاملا بالكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وهو ابن مصر المحروسة التي أنجبت لنا نوابغ من المؤلفين والكتاب والصحافيين والإعلاميين والفنانين فهي ولادة، هو من مواليد 1919 بالقاهرة وتخرج في كلية الحقوق 1942، بدأ حياته كاتبا وسياسيا ورئيسا لتحرير مجلة روز اليوسف التي أسستها والدته فاطمة اليوسف، فجر قضية الأسلحة الفاسدة التي استخدمت في حرب فلسطين ونرى في ذلك كم أن الصحافة النزيهة تبذل جهدا بأن تكشف ما ستر من فساد وتكون تنبيها للشعب وأيضا سلطة رابعة لها دور فعال في البلد.
لطالما أثرت فيّ رواية «أنا حرة» فتابعت القصة التي قدمت على شكل فيلم سينمائي وأيضا قرأت الرواية عدة مرات.
حريتي هي قلمي الحر النزيه الخالي من الشوائب وتعلمت أيضا أن الحرية هي الإنجاز والوصول للهدف بأسلوب راق واجتهاد وشقاء يتبعه راحة أبدية وخلق اسم كالذهب باحترام ووفاء لعملي ولاسمي وان اكون وجها مشرفا لعائلتي التي عشقت الأدب، وكان يسري بجيناتي ودمائي.
وقد ساهم ذلك المؤلف الكبير في خلق روح مختلفة بتسليط الضوء على قضية المرأة من جوانب مختلفة، حيث نستلهم من خلال نصوصه الأدبية معنى حرية المرأة أو تحرير المرأة، وربما كانت رواية «أنا حرة» لذلك الأديب المصري الفذ الراحل، الباقي في قلوبنا وذاكرتنا من أبرز الأعمال التي تعرضت لتلك المشكلة، حيث تمثلت في البنت التي تدعى أمينة وهي في منتصف الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي حيث مثلها بأن تكون حرة من أي قيود أسرية اجتماعية دينية وطنية تمنعها أن تفعل ما تريده، تمردت أمينة لكن بخطى صحيحة، حيث إنها كانت منجزة ناجحة وتخلصت من ظاهرة الزواج على حسب اختيار الأهل، ولم تجعل الزواج أول وأهم أهدافها، بل تخوفت من أن يكون الزواج عائقا يحول دونها ودون دراستها ومستقبلها وعملها واختارت الجامعة الأميركية آنذاك، بعيدا عن الأجواء التقليدية في العلاقات بين الإناث والرجال وصادقت جميع الجنسيات والديانات ولكنها بقيت هي لن يؤثر عليها احد لذلك فهي احترمت سقف الحرية المطلوب، هناك جوانب عديده لتلك الشخصية المتمثلة بأمينة وكيف استثمرت حريتها لكني اكتفي بهذا القدر، وأتمنى أن تكون الحرية وساما تفخر به وتضع له أسس حياتها كل فتاة تريد أن تكون فردا مهما مثمرا من أفراد المجتمع الراقي المتطور الإسلامي القويم.