ضاري المطيري
سنكون أفضل حالا من غيرنا ولن نعترض ولن نندب حظنا، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، سنرضى بإرادة الناخب وباختيار الشعب، ولن نفتعل التبريرات ونتشدق بالتعليلات، وسنكتفي بالقول «لعل في الأمر خيرا»، ليس المهم من نجح إنما المهم الكويت، ليس المهم من وصل ومن سقط، إنما المهم والأهم الإنجاز والعطاء لهذا البلد الذي يستحق منا الكثير، هذه أمنيات أسوقها إلى النواب الجدد تعبر عن نبض الشارع الكويتي نتمنى من الله عز وجل أن تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية.
أتمنى من التيار الليبرالي ألا ينشغل بتطبيق أجندته التغريبية ومآربه الضيقة، وليلتفت إلى التنمية والنهوض بالبلد من مستنقع التردي والإخفاق إلى الحراك الاقتصادي، والعمل على تهدئة الأجواء السياسية، فالشعب الكويتي المحافظ إنما انتخبه بعدما صدق دعواه في الحرص على التنمية، وانطلت عليه كذبة أن التيار الإسلامي سبب التأزيم ليس إلا.
كما أتمنى على الطائفيين الجدد أن يتقوا الله في الكويت، وليعتبروا بدول الجوار التي مزقتها الحروب الأهلية والنعرات الطائفية والأجندات الحزبية، فإن الشعب الكويتي الوطني والوسطي إنما اختاركم ظنا منه أنكم تنبذون الطائفية وتسعون إلى الوحدة الوطنية، فلا تخذولوه.
وأتمنى أيضا من النائبات الجدد ألا ينشغلن بالزخم الإعلامي الذي سيلاحقهن حتما، ولا يحرصن على الأضواء، ولا يضيعن أوقاتهن بإصدار التصريحات الصحافية، فتصريحات إخوانهن من الرجال فيها الكفاية، حيث لم نر منها شيئا ملموسا على ارض الواقع، وليلتفتن إلى العمل المثمر والجاد، وليكن على سلم أولوياتهن حل مشكلة المرأة الكويتية التي أفلست من الرجل النائب واختارت المرأة النائب، أملا في رفع الظلم الواقع عليها، فوالله لئن أحسنت أيتها المرأة لنقولن لك «انك أحسنت»، وسنجازيك بالثناء والدعاء، أما التصويت لك في الانتخابات القادمة فلا، والسبب شرعي ومعلوم ليس هذا مقام ذكره.
كما أرجو من المرأة هذه المرة أن تبدأ بنفسها وتنأى عن المحاصصة المقيتة التي أرجعتنا إلى الوراء، ولترفض توزير أي امرأة إلا إن توافر فيها عنصر الكفاءة، فالشعب يراقب ويستطيع التمييز بين المحاصصة والكوتا والكفاءة الحقيقية، ورجالات الكويت فيهم خير إن شاء الله.
في الختام، بعد دخول المرأة لمجلس الوزراء ووصولها إلى البرلمان هل سيتغير الخطاب الإعلامي الذي همش حق الرجل المسكين والمغلوب على أمره، الذي ظلمته قوانين الأحوال الشخصية في القضاء، حيث مكنت تلك القوانين المرأة الناشز من أن تجرجر زوجها في المحاكم و«تبهدله وتمرمطه»، وتريه النجوم في عز «القايلة»، ولا تترك من راتبه إلا الفتات؟ هل سيتغير الخطاب الإعلامي لنسمع «الرجل هو الأب والأخ والابن» بدلا من سيمفونية «المرأة هي الأم والأخت والبنت»، ويقولون مجتمعنا ذكوريا بعد؟