سلامٌ على الذين يمنحون الغالي والنفيس ولا يبخلون، سلام على من يجودون بما لا لأنفسهم يجدون. سلام على من يقدمون الخير بلا مقابل ولا لعطائهم يمنون أو يستغلون.
سلامٌ على عطاء الأمهات، ولو حرمن الكثير من الملذات، فهن لا ينتظرن المكافآت، سعادتهن إن رأوا نتاج تضحيتهن في جيل يتميز بالإنجازات.
سلامٌ على الموظفين النزهاء والبسطاء، الذين بالرغم من قلة العطاء، للأمانة حافظون وبالإخلاص والإتقان ملتزمون ولو لم يكونوا أثرياء، ولا يغريهم ما يفعله بعض ضعاف النفوس من المسؤولين والمديرين، ويقاومون الرشاوى والمغريات الدنيوية ولا يثنيهم كثرة سالكي طريق الفساد حتى لا يكونوا في الآخرة من التعساء.
سلامٌ على الذين يرفضون الظلم وإن هم منه سالمون، ويصدحون بالحق ولو لبعض متاع الدنيا يخسرون، وينبذون القهر والتعسف والطغيان والاستبداد وإن كانوا من ذلك لا يستفيدون، وتجدهم دوما بجانب الضعيف والبائس والمسكين فهمهم أن على طريق الحق يكونون.
سلامٌ على من حسن خلقه، وطاب معشره، وراقب أفعاله، ووزن أقواله، وتراجع عن أخطائه، وترفع عن السفهاء، ورافق الفضلاء، وعطف على الصغير، واحترم الكبير، وكان معول بناء لا معول هدم، بعيدا كل البعد عن الكذب والنفاق، وبذاءة القول والاستهزاء، بالأنساب والأعراق، يحرص على نبذ التحزب والانشقاق، عفيف النفس زكي الروح، وطبعا من يتصف بذلك لا يكون من السراق.
سلامٌ على من رغم ألمه يبتسم، ورغم قلة المال يعف ولطعامه مع الفقير يقتسم، ويشكر نعم الله عليه في الليل والنهار وهو راض ومبتسم، ويصبر على ظلم الفاسدين ونشاز الشاتمين، لكن تجده لمن يتعدى ويتطاول على ثوابت الدين مختصما.
سلامٌ على من هم جنود لهذا الدين، من لم تغريهم فتن الزمان وظلوا بشعائره متمسكين، يحاربون لنشر الفضيلة ودرء الرذيلة عن المسلمين، وهم عون لأمة الإسلام على الحق في كل بقاع العالم من أميركا إلى الصين، وشعارهم الفخر بهذا الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حين، ويؤمن حق الإيمان بقول رب العالمين، (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) «الأنعام-162».
وفي الختام سلاما على المصطفى نبينا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، ونسأل الله أن يجمعنا ووالدينا وأحبابنا وجميع المسلمين مع نبينا في دار السلام، دار المستقر ودار المقام.