أمي المرحومة، يظل اسمك وخيالك في قلبي محفورين، أمي الحبيبة الغالية يا من يسري حبك في دمي، وفي حياتي الفانية.
ها قد مرت الأعوام تلو الأعوام على رحيلك عني جسديا، ويزداد قلبي شوقا وحنينا إليك، وحبا أبديا.
لقد اشتقت إليك كثيرا، ولم تفارق صورتك خيالي أبدا، فدائما أنت معي وأمامي في كل لحظاتي، وصوتك الحنون لم يبتعد عن مسامعي، إني أتحسر على كل لحظة مضت من عمري قصرت فيها معك من دون قصد مني، فكل إنسان خطاء، فيا الله يا ذا العفو والمغفرة اعف عني إن قصرت بحق أمي أو لم أبرها بما يرضيك عني ويرضيها يوما.
يا مهجة القلب يا أمي، ويا مقلة العين ويا هواء الرئتين، ستظلين على الرأس والعين وفخر وذخر السنين السابقة والمقبلة، فأنت الذكرى التي لا تغيب أبدا.
لقد تركتيني وحيدا في هذه الدنيا الصعبة، أفتقد فيها حبك وحنانك ودعاءك، فصرت أصارع الحياة وحيدا.
لن أنساك يا أمي أبدا، فأنت متغلغلة في دمي ويسري حبك في عروقي، فأنا أتنفس حبك وحنانك. أمي الحبيبة، إني أرثي فيك الأمومة كلها باقتدار، بحبك وحنانك، وتضحياتك، وكفاحك، وصبرك.
لقد أديت يا أمي رسالتك في تربيتنا بهذه الحياة القاسية، وانتصرت على مآسي الحياة وصعوباتها، بفضل الله سبحانه وتعالى، ومن ثم قوة إرادتك، وتصميمك، وتحديا منك لكل الظروف الصعبة، فأي جزاء تستحقين يا حبيبتي؟.
نسأل الله تعالى لك الدرجات العلا في الجنة بإذن الله، فنعم الأم أنت، وإن الكلام لن يوفيك حقك، وأدعو الله العزيز القدير لك ولجميع موتى المسلمين بالرحمة والمغفرة.
وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أماه لمحزون.
رحمك الله يا أمي الغالية، ولن أنساك أبدا بعد الممات.
وأدعو الله عز وجل أن يجمعني وإياكِ في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، لأمتع ناظري بأحب وأرق إنسانة في الوجود.
والله من وراء القصد.
ملاحظة: كتبت هذا المقال بدموعي، وأحزاني، وحرارة قلبي، مع نداء ودعوة من القلب إلى كل ابن وابنة يشعر بالتقصير تجاه والديه للمسارعة في طلب السماح والرضا منهما، فالحياة قصيرة جدا كي لا تضيع بخصام الوالدين، وتضيع معها.
قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
[email protected]