قد تستغربون من الفعل الذي قمت به في حسابي على انستغرام، بعد تحديث الانستغرام ووضع خيار السؤال مع اختيار الإجابة الصحيحة في «الستوري»، قمت بوضع أسئلة عامة جدا حول أسماء الحشرات باللغة العربية، حيث وضعت صورة للحشرة وبجانبها سؤال ذو ثلاثة خيارات، الخيار الأول صحيح وهو اسم الحشرة والخيار الثاني خطأ وهو اسم لحشرة أخرى أما الخيار الثالث فهو ليس من الحشرات بل اسم أطلقته من مخيلتي بناء على شكلها وإحساسي.
العجيب في الموضوع أنه خلال سؤالي المتكرر للناس خلال أسبوع كامل تبين لي أن معظم الخيارات كانت للإجابة التي من مخيلتي إلا فئة قليلة من المثقفين تمكنوا من الإجابة بشكل صحيح، وأذكر أني وضعت صورة لحشرة «فرس النبي» وسألت عن اسمها، حيث وضعت أحد الخيارات اسم «الجلاد» فكانت هي الإجابة الأكثر اختيارا من بين الإجابات رغم أنها خاطئة إلا أن الكلمة تليق بشكل الحشرة، ولكن ما الهدف من كل هذا؟ هل حقا الموضوع عبارة عن ألغاز وألعاب أم الأمر الذي أردت معرفته أكبر من ذلك؟
في الحقيقة تمر علينا في وسائل الإعلام الكثير من الصور والتعليقات عليها كنوع من الأخبار، وإن أول ما نشاهده هو الصورة قبل قراءتنا للخبر فالبعض يصدقها والآخر ينفيها، إلا أن عدد المصدقين لها يزيد مع وجود نص يصف الصورة حتى ولو كان وصف الصورة لا علاقة له بالخبر والحال ينطبق على بعض رسائل الواتساب التي تصلنا يوميا محملة بالإشاعات والأخبار القديمة والكاذبة.
إن الذكاء اليوم في التسويق يحتاج إلى وصف بسيط ومختصر يتماشى مع الموصوف الإعلامي ومع ثقافة الفئة المستهدفة للإعلان بغض النظر عن المهارة اللغوية أو أي معايير أخرى اندثرت مع طرق الإعلان القديم، نحتاج إلى كتابة ثقافة المجتمع بلهجته البسيطة مع أعمالنا الفنية من تصوير وإعلان وغناء وغيرها..
لماذا نحفظ معظم الأعمال الإعلامية القديمة؟
هل سيحفظ أبناؤنا أعمالنا الإعلامية في الغد؟
نحن نفتقر إلى البساطة في كل شيء، أتعبنا التكلف.
أوجه رسالة شكر إلى الأخت العزيزة مناير الكندري وأبارك لها افتتاح مشروعها «نبرة» للكتابة الإعلانية والتسويقية، أرجو أن يكون هذا المشروع هو بداية لإحياء الكتابة الإعلانية بشكل بسيط ومميز، وأتمنى لها التوفيق والنجاح.