ما أجمل أن تحل علينا الاحتفالات بالأعياد الوطنية لكويتنا الغالية مع قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بتخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة «كورونا» التي عانى الجميع منها خلال عامين فقدنا خلالهما الكثير من الأحبة من الأهل والأصدقاء، وعشنا ظروفا متفاوتة الشدة، فهناك من خسر عزيزا، وهناك من خسر مالا أو عملا، وهناك من تأثرت دراسته ومشاريعه، كما فرضت علينا أمور جديدة وغريبة، كالتعليم عن بعد والتباعد الاجتماعي ومنع اللقاءات والمناسبات وغيرها من الإجراءات التي كانت لمصلحة الناس والحفاظ عليهم آمنين سواء لمنع إصابتهم أو لمنع انتقال العدوى من المصابين للسليمين.
والحمد لله أننا سنحتفل هذا العام بالذكرى الحادية والستين للاستقلال والذكرى الحادية والثلاثين لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم والذي كانت لنا فيه الكثير من الدروس والعبر التي تعلمنا منها معاني الولاء والوفاء للوطن، وكل ما من شأنه النهوض بقدراتنا الوطنية وإمكانيات الكويت وشعبها، بما يضمن استقلالها وأمنها ومستقبل أبنائها الذين يستحقون الأفضل، ونتمنى من جميع الجهات الحكومية من وزارات ومؤسسات وشركات أن تكون خططها وبرامج عملها حقيقية ولتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، والوصول بآمال الشعب إلى ما يسهم بالوصول بالكويت إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، حيث إن الإمكانات المادية والبشرية متوافرة، ما نحتاجه فقط الإرادة القوية والعزيمة على العمل والإخلاص، وأن تكون مصلحة الكويت وأهلها في مقدمة الأولويات، خصوصا أن هناك مؤشرات مقلقة كانخفاض مستويات التعليم والتضخم الكبير في الأسعار، وعدم تنويع مصادر الدخل بشكل اقتصادي مدروس وبعوائد كبيرة بعيدا عن الإضرار بمصالح الناس من خلال مشروعات تنموية ربحية، ومنع الهدر في مقدرات وأموال الدولة.
نعم نحتفل بأعيادنا الوطنية وهذا حق لنا، وعلينا جميعا التركيز على ترسيخ وحدتنا الوطنية ليكون شعبنا كتلة واحدة بجميع فئاته وأطيافه، تجمعنا محبة الكويت والتضحية من أجلها والخوف على مستقبل أبنائنا.
نتمنى من أصحاب القرار وقيادتنا الحكيمة إدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم المتقاعدون الذين ينتظرون قرارات مهمة لهم ولأسرهم، خصوصا ما يتعلق بتوزيع أرباح التأمينات نقدا لتخفيف مصاعب الحياة عنهم، ومنحهم حقهم وهم على قيد الحياة ليعيشوا ما تبقى من أعمارهم بكرامة بعيدا عن الديون وغلبتها، وأيضا تسريع إيجاد الحلول للمشاكل الإسكانية التي تنتظرها أسرنا وشبابنا وشيابنا.
نعم، نريد من حكومتنا إنجازات حقيقية تمس المواطن وحياته.