شكرا لكم قادة الخليج العربي على حرصكم على حضوركم وإنجاح قمة مجلس التعاون الخليجي السنوية، الرئة التي نتنفس منها الوحدة والعزة والأمل، بل الآمال.
شكرا لكم قادة الخليج على اهتمامكم بتماسك دولكم وتوحدها، وتيسير العلاقات الاجتماعية والإعلامية والسياحية والثقافية والدينية بينها، وضمان الأمن داخلها.
شكرا لكم قادة الخليج على رعايتكم لشعوبكم في مختلف المجالات العلمية والصحية والاقتصادية والثقافية، وبث روح التنافس والطموح بين الشباب.
شكرا لكم قادة الخليج على ضبط زمام الأمن في المنطقة، وتعزيز فاعلية درع الجزيرة على أرض الواقع، وتفعيل التحالف للمصلحة العامة.
شكرا لكم قادة الخليج على كل ما تقومون به لأجل استقرار المنطقة وأمنها وتنميتها ومستقبلها.
شكرا لكم من القلب ولكن.. الشباب وما أدراك ما الشباب، فهم ما زالوا يتعطشون إلى المزيد من التنمية والتشجيع وزيادة مساحة العمل والإنتاج.
لا يخفى على سموكم أن ثلثي الشعب الخليجي من الشباب، رجالا ونساء، ينتظرون مواكبة العصر والتقنيات الحديثة في جميع الأمور.. العلمية والصحية والمعاملاتية والصناعية والاقتصادية والثقافية والتربوية، وغير ذلك، فما عادت الأنشطة التقليدية تحقق طموحهم، ولا والفعاليات الاعتيادية تجذبهم.
نعم.. فقد تغيرت الأوضاع كثيرا عن سنة تأسيس المجلس عام 1981م، ولعل هناك أهدافا جزئية مضى عليها الدهر، وأصبحت الحاجة ملحة لصياغة أهداف جديدة تتوافق مع متطلبات العصر، ليس على المستوى السياسي والأمني فقط، وإنما على جميع المستويات، وأهمها الشباب.. عماد الأمة وأمل المستقبل.
ولا ينحصر الاهتمام بالشباب في الشأن الفني أو الرياضي فقط، فهو بالنهاية هواية وشغل وقت فراغ، وفي عمر معين، فقد تفوق شباب الخليج في محافل دولية كثيرة، في مجال الطب والتقنية والهندسة والتربية والطيران وحتى في العمل الخيري، ونالوا في ذلك جوائز عالمية عديدة لتميزهم وإبداعهم، وكلهم يهدي فوزه لرئيسه وبلده وفاء وعرفانا بالجميل، وهم بحاجة للمزيد من الاهتمام والدعم والتشجيع والاحتواء والاستقطاب.
ويريد الشباب على مستوى العموم «من غير المتميزين، والناس قدرات» أن يشعروا بوجودهم في خدمة وطنهم في أي مجال، ويحلمون بوظائف تناسب إمكانياتهم ومكانتهم، وتوفير الدخل المناسب لهم لإعالة أسرهم، فعشرات الآلاف يعيشون على الكفاف، ويموتون على الدين، ولا حول لهم ولا قوة.
الكل يعلم أنكم لستم بعيدين عن الشباب، فما تخلو مناسبة من ذكر لهم في كلماتكم، ولكن الشباب بعيدون عنكم لابتعاد المسؤولين عنهم، وما لم يتم استيعابهم سيحتويهم الآخرون، فالغرب والشرق ينظرون إلينا بالتلسكوب الدقيق، ويعرفون مشاكل الشباب واحتياجاتهم ومطالبهم، فإما يغرقونهم بالمخدرات المتطورة، وإما يشاركونهم آلامهم وآمالهم ويسحبونهم إلى ساحتهم، وإما يبتزونهم بالمال والفساد، وإما يتجهون إلى الغلو والتطرف أو الإلحاد، أو يستخدمون الاختراق العقلي وعلوم الطاقة وNLP.. وغير ذلك.
وما الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلا إحدى الوسائل التي تخترق البيوت، وبالأخص الفتيات، فما عاد هناك ساتر ولا مانع ولا حاجز سوى الدين والقيم والأخلاق، التي لو ذهبت لفنيت البلاد.
شكرا لكم مرة أخرى قادة الخليج على حضوركم وإنجاح قمة مجلس التعاون الخليجي السنوية في بلدكم الثاني الكويت، واستعينوا بالله على النوائب، فما لنا غيره معين ومغيث، وما زال الشباب ينتظرون منكم تحقيق الآمال.