يتسابق المصلون في العالم كله، رجالا ونساء، إلى المساجد في شهر رمضان المبارك، وبالأخص صلاتا العشاء والتراويح والقيام، وتأتي الربكة من المصلين الموسميين، الذين لا يأتون المسجد إلا في رمضان، ويبدأون في إثارة المشاكل والاعتراضات والاقتراحات، دون أي مبادرة منهم.
ومن أبرز تلك المشاكل الآتي:
٭ الاختلاف على أوقات إقامة الصلاة، وبالأخص صلاة المغرب، فهذا يريدها 10 دقائق، وهذا يريدها 20 دقيقة حتى يتناول فطوره كاملا، مع أن توصية جميع الأطباء أن يكون تناول الطعام بعد صلاة المغرب.
٭ الاختلاف على عدد ركعات التراويح، فهذا يريدها 8 ركعات، وذاك يريدها 20 ركعة، وهنا لابد أن تشرف الوزارة على تنسيق ذلك بين مساجد كل منطقة، ليكون في كل منطقة مسجد واحد على الأقل يصلي 20 ركعة.
٭ الاختلاف على درجة التكييف، فهذا يريده باردا، وذاك يريده متوسطا، وهذا يشغّل المراوح، وذاك يغلقها بسبب الحساسية، خصوصا عند دخول الناس من الطقس الحار، أو بعد الفطور. ولا يخفى عليكم أن المراوح وضعت احتياطا وليس أساسا، لأنها تثير الغبار والحساسية، كما أنها تنثر هواء التكييف البارد فتقل برودة المسجد. ولو صبر الناس قليلا لشعروا ببرودة التكييف.
ولعلها فرصة للتذكير بأننا في شهر عبادة تظهر فيه أخلاق المسلم، فلا ينبغي الاختلاف والنزاع ورفع الصوت وإثارة المشاكل، وإنما يتم ذلك بناء على توافق المصلين مع الإمام، وبالأخص المصلون المستمرون، وإعادة الأمر في النهاية إلى الإمام بكل احترام، وعدم التطاول عليه بأي شكل، وبالأخص الأئمة الوافدون.
***
أعجبتني كلمات للشيخ د.وليد الطراد حول مجموعة من الناس أسماهم «نواب الشيطان في رمضان» حيث يقول: جعلوا من أنفسهم نوابا يقومون بما عجز عنه الشيطان طوال العام، فتراهم يجتهدون في الغواية ويفرحون بالضلال ويسعدون بالانحراف، وهؤلاء النواب لهم قواعد عريقة يسعون معهم في نشر الرذيلة، فهم في الذنب سواء، لم يدعوا فتنة إلا أحيوها، ولا شذوذا إلا أظهروه، ولا صوتا نشازا إلا نشروه. قال الحبيب صلى الله عليه وسلم «إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلّقت أبواب النيران، وصفّدت الشياطين..»، فحين صفّدت الشياطين أعطوا الراية لمن ذكرنا آنفا، فكانوا مخلصين في حملها، متفانين في أدائها، همهم الغواية حتى تفتح الأصفاد عنهم.
وهناك من يريد الاشتهار بطرق أبواب الطائفية والاستهزاء بالمتدينين، وجعل الشاذين يتصدرون المشاهد، وإعلانهم الموحد «تابعونا في رمضان»، فاستجلبوا سخط الله ولعن البشر بسبب ما يبثون من هرطقات صبغوا المجتمع بها، فأصبح الخليج خاصة والوطن العربي عامة يتعرف على المجتمع مما يشاهد، ولكنها أبعد ما تكون عن الحقيقة!
مساكين نواب الشيطان.. رب اهدهم وردهم إليك ردا جميلا». انتهى.
أعجبني الوصف بأن من يقوم بتشويه صورة المجتمع الخليجي والعربي، وينشر الرذيلة بأشكال مختلفة، إنما يقوم بالدور نيابة عن الشيطان المصفد في رمضان، ومن شارك في الإنتاج والإخراج والنشر والتمثيل إنما هو مشارك في الإثم بلا شك، وينبغي علينا كمجتمعات مثقفة مقاطعتهم حتى يعودوا إلى رشدهم. أما الاحتفاء بهم وتكريمهم، إنما هو تأييد لهم نيابة عن الشياطين المصفدة!