كتبت في رمضان الماضي مقالا بعنوان «تعرف على شخصية زوجتك من مواعينها»، ومن باب العدالة سأكتب اليوم مقالا تتعرف فيه الزوجة على شخصية زوجها من ديوانيته.
اشتهرت الكويت على مستوى العالم بنشاط ديوانياتها العجيب، لدرجة أن عدة دول مجاورة حاولت تقليدها ولم تفلح، ودائما يقولون: ديوانيات الكويت متميزة.
حتى النساء حاولن فتح ديوانيات خاصة بهن فلم يفلحن، وحاول البعض اختراق العادات باختلاط الرجال بالنساء في الديوانيات ففشلوا، لأن الديوانية له بروتوكولاتها الخاصة التي اعتاد عليها الرجال، والرجال فقط.
ولكل ديوانية كبير كما يقال لضبط الأمور، سواء على مستوى العائلة أو الأصدقاء.
وعندما يحرص الرجل على الذهاب للديوانية بوقت مبكر، فذاك دلالة على تعلقه بها، وأعرف أحد الشباب ترك عروسه في الغرفة ليلة زفافه (ساكن في بيت والده) ونزل الديوانية عند أصدقائه، ليوصل لها رسالة بأهمية الديوانية (طبعا ما عنده سالفة)!
وخروج الزوج اليومي والمبكر من البيت دلالة على رغبة الزوج في الهروب من المنزل، وعلى الزوجة أن تعي ذلك، وفي الفم ماء.
وبالمقابل هناك زوجات يطلبن من أزواجهن الذهاب للديوانية مبكرا، لترتاح منه، حتى إذا عاد تكون قد نامت!
ولا أعلم لم يحرص بعض الشباب على تناول العشاء في الديوانية حتى لو كان فول وفلافل، ولا يتناولونه في البيت حتى لو كان ربيان أو أجبان، والجواب عند الزوجة طبعا.
وستعلمين إن كان زوجك كان في ديوانية مدخنين من رائحة ملابسه وشعره (إن لم يكن أصلع)، فلا تسمحي له بالاستمرار عليها لضررها الصحي عليه، أو ليلزمهم بمنع التدخين فيها، ومن يرغب في ان يدخن خارج الديوانية (على فكرة.. القانون يمنع التدخين داخل الديوانيات، حتى الطفاية ممنوعة).
وإذا جاء الزوج مكفهرا (أو مقلدما)، فاعلمي أنه قد خسر لعب الورقة (الجنجفة)، فخذي بخاطره، فمن يتأثر بالورق فإن قلبه قلب طير.
وإذا عاد غاضبا، فقد احتد النقاش (البيزنطي) في الديوانية وتفوقوا عليه، أو حصل زفة من أحدهم أسكتته، فيرجى مراعاة نفسيته، ولا تزيدي الهم همين.
والزوج الذي يقبل أن يأخذ باقي الكيكة أو باقي اللقيمات إلى الديوانية، فاطمئني.. فإن أصدقاءه طيبون ومتواضعون، وهو يحب أن يتودد إليهم، وإذا رفض فعنده عقدة منهم. المهم.. احرصي على أن يرجع الماعون.
وإذا اهتم بلبسه وهندامه، وتعطر وتبخر، فالديوانية لها اعتبارها عنده، وإذا لبس قبعة أو غترة (جريمبة) أو بلا شيء، فالميانة واصلة حدها.
وأهم شيء.. إذا تغيب عن الديوانية ولم يسألوا عنه، فهذه الديوانية غير مبالية به، وإذا سألوا عنه ولو بالرسائل الهاتفية، فهو مقدر عندهم.
وأخيرا.. تأكدي من أصدقائه.. أسماؤهم وزوجاتهم ووظائفهم، واقلقي إذا كان صديقه مزدوجا، حتى لو عدى الستين، واحرصي على من يؤدون الصلاة جماعة ولو بالديوانية، وخافي عليه من أصدقاء الحفلات والسهرات، ومن أكل أهل الشام وقهوتهم، واقرئي عليه المعوذات كل يوم، وإذا شعرت منه تغيرا فاقرئي عليه الرقية الشرعية دون أن يعلم، والله خير حافظا.
ختاما.. هذه كلمات من باب الدعابة لا أكثر، وثقوا أن أزواجكن يخافونكن ويحسبون لكن ألف حساب، أقصد يقدرونكن ويحبونكن، والله يحفظكن ويسعدكن، وعساكم من عواده.