ذهب رجل لتفقد شقته في إحدى الدول، فلما وضع المفتاح في الباب لم يفتح، فطرق باب الشقة فخرج عليه رجل مفتول العضلات، فسأله عن سبب وجوده في شقته، فقال له: إنها شقتي. واحتد النقاش بينهما، فطرده المفتول ودفعه إلى الخارج بقوة. فسأل حارس العمارة عنهم، فقال إنهم جاءوا زاعمين أنهم اشتروا الشقة منك.
فذهب إلى المخفر ليشتكي عليهم، فطلبوا أوراقا وإثباتات ومحاميا و..و..، فعرف أن الحكاية مطولة، فأشار عليه الحارس قائلا: «داوها بالتي كانت هي الداء»، أحضر بلطجية يخرجوهم بالقوة كما أخذوها بالقوة. وبالفعل حضر البلطجية وطرقوا باب الشقة، وما إن فتح الباب حتى أشبعوا من فيها ضربا، ثم أخرجوهم وغيروا قفل باب الشقة، وسلموها لصاحبها الذي أكرمهم بالعطية.
يتعرض يوميا في الكويت عشرات الأشخاص لاختراق هاكرز لهواتفهم النقالة، ومن ثم سرقة برنامج الواتساب الخاص بهم، ويقوم بعدها ذلك المخترق بإرسال مئات الرسائل لأصدقاء صاحب الهاتف وفق الأرقام المخزنة فيه، ويطلب منهم تحويل مبلغ معين لصديقه من خلال أحد محلات الصرافة، لأنه مضطر ومستعجل جدا و.. و.. ويخترع لهم قصصا وحكايات، وللأسف انطلت هذه اللعبة على كثير من الناس لطيبتهم وحبهم لصديقهم، وحولوا مبالغ للشخص المذكور.. المخترق.
ولا أبالغ إن قلت إن من تم اختراق هواتفهم إلى الآن بالآلاف، ومع ذلك فإن تحرك المؤسسات المعنية أبرد ما يكون.
وقد تعرضت شخصيا منذ أسبوع لسرقة حساب الواتساب من هاتفي، فاتجهت إلى المخفر للشكوى، فقالوا اذهب للمباحث الإلكترونية في السالمية، ولكن اتصل عليهم لتتأكد من دوامهم، فلما اتصلنا قالوا ينتهي دوامنا بعد نصف ساعة، يعني لن ألحق عليهم. هل يعقل مباحث لا تداوم 24 ساعة؟!
طيب.. لم لا نسجل شكوى في المخفر، خصوصا أنها فقط لحفظ الحقوق لا أكثر؟ ولم تجعلونها مركزية، ويأتي الناس من شمال الكويت وجنوبها لتسجيل شكوى؟! أو الاكتفاء باتصال هاتفي، أو رسالة هاتفية SMS أو رسالة إيميل، دون عناء الحضور.
ولم إلى الآن لم يتم أي إجراء تجاه ذلك الهاكرز؟!
ولم لم يتم الاحتراز على محل الصرافة ومراقبته ومتابعته (لعله يكون متواطئا)، وتنبيهه بعدم التحويل للحساب المشبوه والمكرر؟!
ولعدم وجود جهة توقف استغلال الهاكرز لحساب الواتساب، اضطر الناس للتعامل مع هاكر معاكس أسموه «هاكر إيجابي»، أو بلطجية هاكر، على طريقة وهاكرها بالتي كانت هي الهاكر، فيقوم بإيقاف ذلك الاختراق، وإعادة الحساب إليهم بمبالغ ليست قليلة، تصل إلى 200 دك!
ولو كنت مسؤولا في الداخلية، لأسست شركة الكترونية تقوم بمساعدة الناس لإيقاف الاختراق وإعادة الحساب برسوم معقولة، أو توظيف فنيي هاكرز في المباحث الإلكترونية لتقديم هذه الخدمة على مدار الساعة.
وأدعو وزارة الداخلية لعمل حملة توعوية مستمرة بالتعاون مع وزارة الإعلام لكيفية مواجهة اختراقات الهاكرز للحسابات الشخصية (الإيميل، الواتساب.. الخ)، التي طالت كبار القوم، وأجهزتهم تحمل معلومات حساسة.
وأخيرا.. فإن أصل المثل فهو من شعر لأبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء