ها قد بلغ بنا الهوان درجة الصمت والخنوع أمام من يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وها قد وصلنا إلى درجة دفن الرؤوس في الرمال إزاء هذه العدوانية والعنصرية التي يمارسها أعداء الإسلام ضد نبي الرحمة والعدالة والحق.
لقد تخلينا عن كرامتنا كمسلمين فهانت علينا نفوسنا وصرنا مجرد سراب في عيون الآخرين، فتجاسروا على الدين، وتطاولوا على القرآن الكريم، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين وعلى الصحابة الكرام صلى الله عليه وسلم.
وكانت آخر تلك المعارك العنصرية الحاقدة ذلك الفيلم الصهيوني الأميركي المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والذي يثبت بالدليل القاطع أن أعداء الإسلام لا يتمسكون بمنطق ولا قانون ولا يتصرفون وفق قواعد أخلاقية أو مهنية بل يتحركون وفق عدوانية متأصلة في نفوسهم ضد كل من يقول: لا إله إلا الله.
لقد صدعنا النواب منذ مدة بشأن قانون العقوبة ضد المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكننا لم نسمع لهم صوتا إزاء هذه الفاجعة الكبرى وهذا دليل أكيد على أنهم كانوا يريدون من ذلك القانون تصفية حسابات فيما بينهم وليس غيرة على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين رضوان الله عليهم وسلم.
وإنني أتساءل بكل حسرة ومرارة: أين الدول والشعوب الإسلامية؟! لماذا لم يتخذوا موقفا موحدا إزاء هذه الإساءة العظيمة الى نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم؟!
أليس هذا الحدث كافيا ليوحدوا كلمتهم ولو مرة واحدة لمواجهة خطر يهدد عقيدتهم وكرامتهم؟!
لقد أثلج الرئيس المصري د.محمد مرسي صدورنا حين أمر سفارة مصر في أميركا برفع دعوى قضائية ضد الجهات التي تقف وراء هذا الفيلم وكان على بقية الدول العربية والإسلامية أن تتخذ القرار نفسه حتى ينال هؤلاء الأعداء المجرمون جزاءهم العادل وفق القوانين والأنظمة التي تحرم الإساءة إلى الأديان وتجرم التعدي على معتقدات الآخرين ومذاهبهم.
إننا ننتظر من كل الدول العربية والإسلامية قرارا مماثلا للقرار المصري وأن تكون لها وقفة موحدة لردع هؤلاء الذين يتجاوزون كل الخطوط الأخلاقية والإنسانية والقانونية ويعتدون على معتقدات الآخرين.
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون، ولا خير في مسلم لا يغار على نبيه ويرد عنه كيد الأعداء الحاقدين.
فداك أمي وأبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[email protected]