علاقات تاريخية وثيقة تربط الكويت بشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، ترسم نموذجا للتضامن والتوافق الذي يستند إلى إرث طويل من العلاقات الأخوية الواجبة في كل زمان بين الأشقاء والمواقف الواحدة التي تبين النظرة البعيدة وسداد المواقف الحكيمة والشجاعة لسياسات البلدين التي تؤتي ثمارها في كافة الميادين والمحافل الدولية.
تجلت هذه الروابط المتينة والمتجذرة خلال الاحتفاء الشعبي والرسمي الذي أحاط بالزيارة الرسمية الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى بلدنا الحبيب الكويت، التي اختتم بها جلالته جولة على عدة دول خليجية وشرفت الكويت بمسك ختامها، وتدفق المشاعر الفياضة خلالها حتى امتلأت بها جنبات البلاد، وعبرت بصدق عن عمق العلاقات الكويتية ـ السعودية والأسس القوية التي ترتكن وتقوم عليها، فرحة وسعادة عارمة اعتلت آثارها الوجوه ومشاعر مخلصة وصادقة عبر عنها جميع أبناء الكويت في استقبالهم لضيف الكويت الكبير ذكرتنا بتلك السعادة التي غمرت قلوبنا جميعا بعد التحرير من الاحتلال الصدامي الغاشم.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا فإننا قيادة وحكومة وشعبا، إذ شرفنا بزيارة ضيفنا الكبير في وطنه الثاني الكويت التي تفتح قلبها وعقلها دائما لأشقائها وتضع العلاقة معهم في قمة أولوياتها، نؤكد المكانة الرفيعة للمملكة وشعبها في قلب كل كويتي وعقله، وإيماننا العميق بأنها هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وهذا ما يؤكده التنسيق والتواصل التام والمستمر بين قادة بلداننا على المستويات كافة وفي المجالات كلها، ولابد أن التاريخ سيتذكر على الدوام المواقف التاريخية لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رجل الإدارة والسياسة والوعي وبعد النظر والانفتاح والحزم والعزم، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، قائد العمل الإنساني، أمير الديبلوماسية والحكمة، صاحب الأيادي البيضاء، وقراراتهما الحاسمة والحازمة والحكيمة لمواجهة الصراعات الإقليمية والدولية والأطماع الخارجية في خيرات أوطاننا.
وختاما، نؤكد ثقتنا التامة بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للكويت ستجعل مستقبل العلاقات بين البلدين الشقيقين أكثر إشراقا، وستحقق نقلة نوعية كبيرة في هذه العلاقات على المستويات كافة، لأنها علاقات قائمة على اجتماع الإرادة السياسية للقيادتين الكويتية والسعودية من جانب، والتقاء مشاعر وطموحات الشعبين الكويتي والسعودي من جانب آخر، مع أطيب أمانينا القلبية أن تحقق الجهود المباركة للقيادتين المصلحة العامة للدولتين ودول الخليج والامتين العربية والاسلامية.