تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي شكلا من أشكال الإعلام الجديد وهو كل ما يتعلق بالشبكة العنكبوتية من صور وأصوات وفيديوهات تتطور يوميا بشكل هائل، ولهذه الوسائل أدوات كثيرة، لعل من أبرزها في منطقة الخليج العربي وأكثرها شيوعا (تويتر) والذي يعتمد اعتمادا مباشرا على مشاركة مستخدميه حتى تكون تغريداته مؤثرة وقيمة، فهو سهل الاستخدام ويبث رسائل واضحة وبسيطة ومفهومة للعامة عبر منصات ذات فاعلية عالية وهي الهواتف الذكية التي أصبحت بمتناول الجميع بأسعار معقولة، وتكمن أهمية أدوات التواصل الإعلامي هذه في بثها للخبر بسرعة البرق لتلغي كافة الخرائط الجغرافية وتربط العالم كقرية صغيرة.
ونحن نعيش في منطقة مضطربة أشبه برمال صحراوية متحركة تشهد تصدعات وتغيرات وانقسامات عديدة بالدول المجاورة، وما الأزمة الخليجية التي تمر بها دول الخليج العربية إلا مثال على ذلك، وعلى الرغم من قرب انتهائها وظهور بوادر الأمل جلية بالمصالحة بين أبناء البيت الخليجي الواحد، إلا أنه وبلا شك كان دور الإعلام ممثلا بأدوات التواصل الاجتماعي وعلى الأخص «تويتر» هداما في هذه القضية، حيث إن التفاعل معها كان سلبيا جدا وأعطى مساحة كبيرة للعديد من الفئات المهمشة في المجتمع للمشاركة في منصاته الحوارية بشكل سلبي وغير مسؤول لدى البعض، فساهم هؤلاء وغيرهم من المخادعين والغشاشين بزيادة الهوة وإشعال الفتن ونشر الشائعات إضافة إلى السب والقذف والتطاول على الرموز ومكونات ونسيج البيت الخليجي الذي لطاما تسوده أواصر المحبة والمودة والألفة بين أبنائه، ولا زالت باقية رغم كل الظروف.
أيها المغردون، رفقا بنا وبمجتمعنا الخليجي فنحن أسرة واحدة متماسكة منذ الأزل تربطنا أواصر القربى وصلة الرحم والدم والعادات والتقاليد الطيبة المشتركة والتي وإن حاول البعض تدميرها، فلن يفلح!
أيها المغردون، كونوا خير سند وعون لهذا البيت الكبير، ساهموا بترابط أبنائه وغردوا بحبه وتاريخه وأهدافه المشتركة.
لا تشعلوا الفتن ولا تتعرضوا للرموز، فرابطة الدم هي الأقوى والمودة والمحبة بيننا هي الأبقى.
اتسموا بالصدق والموضوعية وتحملوا المسؤولية في تغريداتكم، اشتركوا في منصات حوارية تعزز اللحمة الخليجية وتقويها ولا تشعلوا نيران البغضاء والكراهية والتي لم يكن لها منذ قديم الزمان مكان بقلوبنا ومشاعرنا الطيبة.
وختاما نقول: أصبحت هذه المنصات الإعلامية إحدى وسائل التناحر الاجتماعي والشعبي وليست وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي والذي يحمل رسالة إيجابية هادفة للمجتمع مع شديد الأسف.. ونقول أيضا لكل من راهن على الأزمة الخليجية واستمرارها، لكي يعيش عليها ويتكسب من ورائها «خسرتم وخاب مسعاكم».
[email protected]