فايز النشوان
بعد التداعيات التي أعقبت حادثة قذف الرئيس الأميركي بوش بالقندرة أي الحذاء وجدت انه لابد من تسجيل موقفي في هذه الحادثة، خصوصا بعدما وجدت ان هناك آراء محلية وصفت الصحافي العراقي بالوقح لأنه لم يلتزم بالمهنية الصحافية ولم يراع آداب المهنة، وغير ذلك من امور أثبتها وأقرها، غير ان المسألة التي تستحق البحث هي السبب الذي جعل هذا الصحافي يجازف ويفعل فعلته المشينة «برأي البعض»؟
لو سلمنا ان الصحافي تجاوز حدوده فما هو رأي الجميع في الرئيس بوش، خصوصا عند إخواننا العراقيين الذين استباح الرئيس بوش أرضهم بغض النظر عن الأسباب السامية التي بررت غزو العراق سواء لقمع النظام الصدامي ونشر الحرية وغيره والتي كذلك نقرها ونثبتها، لكن ماذا يقول الناس في مجازر الفلوجة وغيرها؟ وما موقف الأمة من فضيحة سجن أبوغريب الذي ذكرنا بما فعله هتلر بأعدائه وموسيليني بالحبشة وستالين الأحمر بقومه؟ ماذا يقول الناس فيمن دمر دولة وشعبا وسحبها إلى عصر القرون الوسطى بذريعة نشر الحرية والديموقراطية التي صفقنا لها في البداية، وإذ هي تجر إلى حرب أهلية طائفية كان وقودها شعبا بأكمله فمات من مات وعزّر من عزّر.
إن الصحافي العراقي الوقح، كما أسماه البعض عندنا، ما هو إلا نقطة في بحر بوش الذي جاء على ارض دمرها بعد ان وعد ببنائها وفرقها بعد ان وعد بتوحيدها، وها هي الآن بلاد ممزقة معذبة ولا يستطيع الإعلام أن يحجب عنا ويلات العراق ويوهمنا بأن الحرية سادت، واستشرى العدل والرفاهية في العراق.
يحتج البعض ماذا لو كان الصحافي فعل فعلته وقت صدام، فماذا كان سيكون مصيره؟ الرد عليه ان صدام كان ديكتاتورا ظالما لنفسه وشعبه وأمته وجيرانه، أما بوش فقد أتى ووعد بالحرية والأمان والتقدم والازدهار ولم يف بأي منها أبدا، فصدام كان معروفا بظلمه اما بوش فأوهم الناس بما لم يتم.
في النهاية وددت أن أسجل موقفي انا ككاتب كويتي في موقف القندرة واني اذ أستنكر ما فعله الصحافي، الا انني اجد له العذر في فعلته ولعلي لو وضعت نفسي مكانه لغبطته على فعلته وتمنيت ان اقول رأيي برفضي لولايات بوش في موطني ولو بالقندرة!