تصادم بشري بين الألوف المزدحمة في شارع اكسفورد، الإصابات خفيفة، كتف يلتف للوراء وينتج عنه «لتبه» ومعناها شد عضلي بسيط يبيله فكس في الليل او فولترين مع حبتين مسكن.
إصابة اخرى طيرت نظارة أحد المارة التقطها بسرعة البرق قبل ان تكسرها أقدام المارة التي أتت من جميع جنسيات العالم، وصدمة اخرى طيرت هاتف المصدوم فكسرته.
الصادم يتأسف والمصدوم حرة قلبه على هاتفه الذي هتف النداء الأخير قبل الوقوع لينكسر.
امرأة تعدت السبعين ترتكز على عصاة طبية تساعدها في التوازن على السير تصطدم بعميّ قلب ومفتح عين كل تركيزه على التصوير من خلال الهاتف الذي بين يديه، ورجل مقعد يدفعه ابنه ليوسع صدره وليغير جوا من الرقاد في سرير المستشفى ويده ما زال عليها شريط كتب عليه اسمه واسم المشفى يرتطم بمجموعة من الشباب الذين وشموا أجسادهم بخرائط وصور بألوان مختلفة يغير اتجاه الكرسي المتحرك لأنه لا يناظر الطريق يصور سناب شات مع ربعه.
والمصيبة الأخرى طفل يبكي بحرقة وألم ولم يكترث اليه اي احد وقف مكانه متسمرا لا يتحرك وما هي الا دقائق انا حسبتها دهرا من الزمن من خوفي على هذا الطفل ولكن أتت أمه المرعوبة عليه فلقد صدمها من يقرأ الواتساب وأفلت ابنها من يدها وبسبب الزحام فقدت طفلها لا تعلم أين اتجه ولكن الله ستر عليه وعلى أمه ضمته تهدئ من روعه وهي اكثر منه مرتاعة.
هذا شريط من جزء من الاصطدامات البشرية بسبب الهواتف التي سبهت عقول البشر.
كيف كنا قبل وجود هذا الهاتف الذي غير أساليب حياتنا ودخل بكل يد صغير او كبير فأصبح معظم البشر لا يستطيع التحرك شبرا دون هذا الهاتف! اسئلة تدور برأسي وماذا بعد سيأتينا من تلك التكنولوجيا وما مخترعات المستقبل وكيف ستكون؟ آه عليك يا زمن نوكيا وربعه ولم نكن نتوقع ان تظهر شاشة تحركها بإصبعك تدور بك بكل عوالم المعرفة وبكل ما تود معرفته في جميع المجالات. كل هذه الأحداث وانا جالسة أشرب القهوة في هذا الشارع الذي لا يهدأ طوال اليوم.
المضحك ان احدى صويحباتي قابلتني وتود ان أسجل لها رقمي ولكن عندما سلمتني الهاتف اذ هو موديل القرن الحجري بالنسبة لحداثة الهواتف النقالة. ابت
سمت ورددت لها الهاتف لأنني نسيت كيف كنا نستعمله. رسالتي لكم احبتي ان يكون استعمالكم للهاتف في مكان آمن والا يكون في الشوارع والأماكن المزدحمة لان الإصابات كثرت والوقوع في الشوارع كثر وارتطام الأجساد البشرية كثر.
حفظكم الله وردنا الله للوطن بأمن وأمان والله يسعد الجميع دون إصابات بشرية من قبل الهواتف اليدوية التي شغلت الناس عن بعضهم، حتى في أحلى جمعة وصحبة تجد كل من هو لاه بعالمه يتابع الوتساب أو يتسلم ويصور سناب ويعرض والكل أصبح وكالة إعلانات لكل شيء، مطعم، متجر، ملابس واشياء لا تعد ولا تحصى فلا يصبح للقاء اي طعم لأي موضوع سوى ما يحمله هذا الهاتف من صور او أخبار معظمها لا يمت للحقيقه بصلة.
أحبتي لكم مني دعاء بسعادة في هذه الإجازة دون إصابات جسدية بسبب الهواتف اليدوية.