بلد أنعم الله عليه بكل ما نتمنى بنسبة 100/90 وتظل العشرة تكدر خواطرنا من السلبيات التي نراها في هذا الوطن الذي يشهد الله اننا نحبه اكثر من أرواحنا. ما تداولته وسائل الإعلام عن سقوط خادمة من الدور السابع أبكاني من الألم الديني والنفسي والإنساني. الله اكبر، حتى الموت يصور وتزهق الروح فيه وذات الدم البارد تصور الحدث وكأن من يسقط قط وليس بشرا. وحتي القط روح ويجب ان نرفق به.
ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم عمومية الحكم بتحريم تخويف المسلم أو ترويعه، سواء كان رفيع القدر أو مغمورا وغنيا أوفقيرا عاصيا أو ضالا، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة، فقد كان الصحابة- رضى الله عنهم- يسيرون مرة معه في سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ومرره على جسد أخيه النائم ففزع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما»، وان من أخاف مؤمنا كان حقا على الله ألا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة، بل لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بالسلاح، فقال: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وفي هذا تحذير من الإشارة بأي آلة مؤذية قد تؤدى الإشارة بها إلى القتل، كالسكين والآلات الأخرى الحادة، حتى لو كانت الإشارة مجرد مزاح، وفي هذا تأكيد على حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه.
إذن كيف لسيدة مسلمة ترى بعينها امرأة تسقط ومن علو وهي ثابتة تصور الحدث؟! هل وصلت البلادة والسخرية حتى بأرواح البشر الى هذا الحد؟! الله أكبر، لقد آلمني المنظر وكدر خواطر كثير ممن شاهد المقطع، ماذا يقول عنا العالم ونحن نفخر بأننا بلد السلام وقائدنا قائد الإنسانية؟! والله اني أخجل من أخلاق هذه الإنسانة عديمة الضمير، فمهما كان من إخلال في عمل هذه الخادمة، فيجب ان ترجع للمكتب إذا لم تؤد عملها كما يطيب لها.
اتقوا الله في هذه النوعية من ناس تركوا أوطانهم وأولادهم كي يؤدوا لنا ما يريحنا من أعمال متعددة، وهذا من فضل الله علينا، فكيف نقسو عليهم ونحط من قدرهم وهم بشر مثلنا، ولولا العازة والفقر لما أتوا الينا. اتقوا الله أحبتي، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. اتركوا تصوير كل أموركم، فهناك كثير من البشر يحسدونكم على ما أنتم فيه، فالنعمة الى زوال إذا لم نحافظ عليها، ولكن إياكم والعبث بأرواح البشر، وكم من حوادث لا تعد بسبب استعمال هذا الهاتف الذي قد يودي بحياتك وحياة الآخرين، ضعوا الله في عقولكم وأعينكم، واتقوا الله أحبتي، والله سبحانه وتعالى يحفظنا وإياكم من كل سوء.