طيب الله خواطركم بكل أنواع الطيب، سواء كان طيبا من دهن العود أو الورد الذي تعشقه أنفاسي أو من الأطياب الأخرى التي تملأ الأرفف في كل متجر. حديثي اليوم عن جملة «طيبة خاطر» وأعني بها كروت الدعوة للأفراح التي يتفنن بها أصحاب الفرح، والكل يودّ ان تكون الدعوة مميزة وبها طابع الفخامة وذوق أصحاب الفرح وخصوصا أهل العروسة التي يتكفل أهلها بكل مستلزمات الفرح، يعيش البيت والأهل والمقربون كخلية نحل، كل يساهم بشيء لنجاح الفرح. الموقف هو أن بعض المعازيم يعتذرون لعدم الحضور للفرح لسبب ما سفر أو ظروف اجتماعية تحول دون الحضور للفرح. ولكن لا يعلم الجهد المبذول في توزيع الدعوات والأسماء ومناطق السكن وذلك شيء ليس بالهين ولكن كلمة «طيبة خاطر» تعتبر «تشره» أو زعل خفيف أو الأخذ على الخاطر لأصحاب الدعوة لمن لم يرسل لهم دعوة حتى ولو انهم يعرفون انهم لن يحضروا الفرح. فقط أرسلوا لنا بطاقة دعوة حضرنا أو لم نحضر. طيبة خاطر. إذن لماذا التعب وبدلا من عمل اربعمائة دعوة مثلا سيتضاعف عدد الدعوات وترتفع الميزانية فقط من أجل طيبة خاطر التي لا معنى لها ما دامت النية هي عدم الحضور للفرح.
صاحبتي وأهل العروس والمقربون ممن تكفل بالفرح الذي هو غاية من الجمال والتنسيق والذوق شهد لها كل من لبى الدعوة وحضر إلى ليلة الفرح التي أحياها الحضور بالمشاركة الإيجابية. كل أثنى على جمال العروسة والتنسيق، لكن بعد انتهاء الحفل والكل يتحدث عنه، ونادرا ما تجد بعض المعازيم لا «يعذرب» شيئا ناقصا ولو كان بسيطا.
بعض الناس الله يسامحهم يفتشون عن أي عيب أو نقص أو «عذروب» لتنغيص الحفل، والبعض ممن اعنيهم هم من يكدرون على صاحبة الدعوة بالتشره ليش ما أرسلتم لنا دعوة فقط طيبة خاطر. من يود ان يطيب خاطره عليه أن يشارك بكل الظروف الفرح، الحزن، السعادة، الشقاء، العافية، المرض، دون ان يطلب منه. وطيبة الخاطر الحقيقية هي ان تبارك وتطيب خاطر اهل الفرح بما يسرهم حتى لو لم تحضر الفرح لأن طيبة الخاطر هي أسلوب يبين حسن المعاملة والذوق وليس بطاقة دعوة تحتفظ بها لأنك فقط مدعو للفرح كإثبات انك مدعو حتى ولو لم تحضر الفرح. دمتم ودامت أفراحنا والله يسعد الجميع ودعواتي لي ولكم بأن يبلغنا بأحبتنا وأحبة من يقرأ أسطري.