تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة، والسلام على من تراه صدقة ولك به أجر. في السفر وأنت بعيد عن وطنك احمل معك اخلاق المسلم من كل الأمور التي دعا لها ديننا الجميل المثقل بكل ما هو جميل ومفيد، لا تحمل فقط شنطة السفر وجوازك الذي لا يبين معدنك الأصلي، فإن الأخلاق وحسن المعاملة واحترام البلد الذي تزوره ستترك خلفك معدنك الطيب. لقد رأيت كثيرا من الوجوه الخليجية والعربية تنشر السلام وتبتسم عندما ترى من اهل الوطن أو الخليج، فالسلام لا ينقص منك شيئا بل تؤجر عليه.ان رسول الله ﷺ قال: «كل معروف صدقة
وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق».
(بوجه طلق) معناه: يعني تلقاه منبسط الوجه أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، وجبر خاطره.
وبذلك يحصل الألفة المطلوبة بين المؤمنين.
اعلموا أن البشاشة وطلاقة الوجه لإخوانكم والسلام عليهم من الأمور التي تثابون عليها، فمن كان متصفا بها فليحمد الله، وليسأله المزيد من ذلك.
ومن لم يكن متصفا بها، فليمرن نفسه عليها، فإن الإنسان لايزال يمرن نفسه على الأخلاق الفاضلة حتى تكون من سجاياه وطبائعه.
لتتقارب النفوس بالتعارف على المسلمين من شتى بقاع العالم، فالسفر فرصة كبيرة نتعلم منها دروسا كثيرة في فن التعامل مع الآخرين تساند وتقف مع الأرواح المنكسرة وتضمد شقوق الوجع، تعطي جمالا روحانيا داخليا، فالجمال لا يكون بامتلاك وجه جميل.. بل يكون بامتلاك عقل جميل، قلب حنون، روح طيبة، وابتسامة منشرح.
فكن جميل الخلق تهواك القلوب، كما علينا كمسلمين تجنب ما يخدش اخلاقنا الإسلامية والابتعاد عن معاصي اللسان وما حرمه الله من الشهوات وهذا من أصعب أنواع الصبر،
فإن معاصي اللسان كثيرة كالنميمة والغيبة والكذب والمراء
والطعن على من نبغضه ومدح من نحبه.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «أمسك عليك لسانك»، فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟، فقال:
«وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟»
لاسيما إذا صارت المعاصي اللسانية معتادة للعبد فإنه يعز عليه الصبر عنها ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة، والتفكه في أعراض الخلق، والقول على الله ما لا يعلم.
أحبتي، تبسموا وأفشو السلام في أسفاركم وتجنبوا ما يغضب الله فستجدون لذة في سفركم. تعودون بالسلامة والله يحفظني وإياكم أجمعين.. أحبتي أهل وطني وجميع المسافرين.