«ليس الجمال بأثواب تزيننا.. إن الجمال جمال العلم والأدب»
«لا تجعل ما تملك من مجوهرات وساعات غالية الثمن أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوما أرخص مما ترتدي حين ينظر إليك من في قلبه غلّ وحسد بما أعطاك الله».
عبارات لطالما ترددت على مسامعنا دون أن نعي عمق معانيها، بألا تسافر خارج الوطن وانت تتباهى بساعة غالية الثمن أو بمظهر يشد النفوس الضعيفة كي تكدر عليك سفرتك وتجعلك في ألم وحسرة.
الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة عند المسافرين من الجيل الحديث، وهي ظاهرة التفاخر والتباهي باللباس الفاخر ذي الماركات الراقية، مع ان السفر هو التحرر بلبس المرتب المتناسق البسيط، وذلك للراحة النفسية والجسدية وإعطاء الرحلة طابع البساطة والتمتع بالسفر.
ولكن للأسف الشديد ما نراه يعكس هذا الأمر، فكثير من العوائل الميسورة يملكون من المال ما يكفي لشراء ما يحتاجونه من المستلزمات الضرورية للسفر، وفوق ذلك يبالغون بالصرف للسفر أكثر من اللازم.
ان بعض الأسر يغرسون في أبنائهم التمسك بالشكليات الزائفة والمظاهر بالفخر والتباهي ويفضلون أن يظهر أبناؤهم بطريقة مرتبة دون إسراف، في حين أن بعضهم يسعون إلى التميز بل التفاخر والتباهي الملفت، الذي يشد لهم أصحاب السوابق بفن السرقة.
وهذه الفئة من العوائل تعرض أبنائها لأكبر مشكلة وهي الاهتمام بالمظهر الخارجي فقط، وعدم الالتفات إلى تعلم أشياء مفيدة.
يجب أن ينتبه الوالدان إلى أن أبنائهما هم نعمة وهبة من رب العالمين، ويجب المحافظة عليهم بغرس القيم والأخلاق فيهم، وتحفيزهم للتعلم وحب المعرفة، بدلا من تعزيز حب التباهي والتفاخر، الذي قد يصبح سمة ملتصقة بشخصياتهم عندما يكبرون، وهناك مثل يقول «من شب على شيء شاب عليه»، أي من تربي ابنها على حب العلم والأخلاق فسيكبر وهو يسعى لطلب العلم متمسكا بقيم وأخلاق سامية، ومن شب على التفاخر والتباهي فسيكبر وهو يتعالى ويتباهى على الناس ولا يهتم بمشاعر الآخرين، وبالتالي سينشأ جيل كامل لا يهتم إلا بنفسه وبمظهره متجاهلا أهمية العلم، وتسود مشاعر الحسد والحقد لتطغى على مشاعر الانتماء وحب الوطن الذي يحتاج سواعد أبنائه لإعماره وتحقيق تقدمه.
لقد آلمنا المصاب الشاب العماني الذي قتل بلندن بسبب ساعة وترك وراءه الألم والحزن لوالديه وأهله وكل من سمع الخبر، فليرحمه الله ويغفر له ويصبر أهله ويمسح على قلوبهم بالصبر والسلوان.
أحبتي تمتعوا بالسفر والترحال والله الحافظ لنا ولكم واحفظوا أنفسكم من أصحاب النفوس المريضة الذي لا يهمهم أنتم بل ما لبستم.
لكم كل الحب والله يعظم أجر عبدالله العريمي بمصابه الجلل. له الجنة والمغفرة ولكم الصبر والسلوان.