نعم الأب هو الحب الذي لا يغيب أبدا حتى بعد الوفاة.. حبيبتي وأختي فوزية لا أعرف كيف أخط حروفي، فيدي ترتعش ألما لفقدان والدك الحنون، فاللهم يا رب بكل قطرة عرق نزلت من خليل الجيدة سعيا للرزق وتربية أولاده فارفع بها درجته في الجنة وحرم عليه حر الآخرة يا كريم، واسقه شربة هنيئة من يد نبيك وحبيبك.
خليل الجيدة عاش عمره يفدي ويعطي ويعمل لأجل الوطن الذي ولد وعاش ومات فيه الكل يذكره بالخير والعطاء.. رجل تذكره دولة قطر بكل خير.
أتذكر أختي فوزية دائما مواقفك وإخوتك مع أبيكم وهو طريح الفراش قرابة 7 سنوات في بلد الغربة لندن لم يكل ولم يمل من وقف معه من أبنائه وبناته يدعون له بالشفاء.
هي الحياة كلمة أبي كلمة صغيرة لكن صاحبها كبير في قلوب أبنائه كلمة معناها الحب، والأمان، الحنان، الاحترام والعطاء. إن الأب رجل لن يتكرر مثله في الحياة أبدا ولا يسد غيابه أي أحد، إنه معطف الأمان في ليالي البرد القارس.
فوزية وإخوتها جميعا لكم الفخر عندما يذكر الوطن أحد رجالاته الذين تركوا بصمة واضحة على جدار الوطن بالعطاء والكرم وأشياء كثيرة، ربما تكون له خبيئة بينه وبين خالقه لا يعلمها إلا الله.
لقد زرتك عدة مرات ورأيت عينك النائمة على فراش المرض لكن قلبك ينبض حبا لمن يزورك. كنت أدخل عليك مع ابنتك الوفية تقول لك هذه د.غنيمة من الكويت فتهز رأسك وتبتسم للحظات أذكرها جيدا.
أحبتي أهل الفقيد عائلة الجيدة الكرام، إن أباكم لم يفارقكم فهو معكم في السجود والدعاء والصدقة والترحم عليه، فاللهم ابسط له فرشا في الجنة وأطعمه واسقه من حوض نبيك. بقدر حبي لعائلة الجيدة الكرام وبقدر حزني معهم عليه، فاللهم عوّضه عن هذه الدنيا بالفردوس والمسلمين أجمعين.
اللهم اجعل بوناصر الجيدة من دولة قطر الشقيقة من المستبشرين الغارسين من ثمار جنتك، الشاربين من الكوثر والمحظوظين بشفاعة النبي عليه أشرف الصلاة والسلام. هذه هي الحياة، لابد أن نصحو يوما على حقيقة الوداع التي هي حقيقة الدنيا التي نعيشها.
عظم الله أجركم آل الجيدة الكرام، فلكم الصبر والسلوان وطول العمر، ولبوناصر المغفرة والجنة. (إنا لله وإنا إليه راجعون)، لله ما أعطى ولله ما أخذ. أختكم المحبة من الكويت.