ملامح اقتصاد عالمي جديد تظهر بقوة وبسرعة تفوق التغييرات التي سجلها الاقتصاد عبر التاريخ، كما أدت جائحة كوفيد-19 الى الإسراع بهذه التحولات محققة على أرض الواقع تجربة عالمية للتعامل مع الدفع الرقمي عبر بطاقات الائتمان واستخدام تطبيقات الدفع عبر الإنترنت وتؤشر لبداية انتهاء عصر العملات الورقية والتوجه نحو الاستثمار في العملات المشفرة والرقمية من جانب المستثمرين، بالتزامن مع تنافس الدول حول العالم للفوز بإصدار أول عملة رقمية صادرة عن البنك المركزي.
تساؤلات كثيرة حول إحلال العملة الرقمية مكان الذهب أو الدولار في تحول سريع يغير توجهات الاقتصاد العالمي، حيث وصل عدد العملات المشفرة حول العالم نحو 4337 عملة بقيمة سوقية تصل الى تريليون دولار، كما سجلت البيتكوين مستويات قياسية بعد أن صرحت شركة تسلا للسيارات التابعة لـ«ايلون ماسك» باستثمار يبلغ 1.5 مليار دولار في العملات المشفرة، لتصل سعر العملة الواحدة 44.868 ألف دولار.
ما هي العملات الرقمية؟
٭ هي العملات الرقمية التي تتوافر في صورة رقمية فقط، وتشمل كلا من العملات الافتراضية، والعملات المشفرة بالإضافة إلى العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية. جاء التحول في إصدار هذه الأصول في عام 2008 الذي شهد فيه ظهور تقنية البلوك تشين من قبل مجموعة غير معروفة تدعى «ناكاموتو ساتوشي»، يقوم نظام الأصول المشفرة على استخدام التشفير لتوليد ونقل الأموال ووحدات القيمة مثل البيتكوين.
البنوك المركزية: وفي ظل الرخم العالمي بإصدار العملات الرقمية ظهر اهتمام كبير من البنوك المركزية بنوع آخر من العملات الرقمية يتمثل في العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية والتي يعرفها بنك التسويات الدولية بكونها شكل جديد من أشكال النقود الرقمية.
من جهته، عمل البنك الصيني الشعبي منذ 2014. على اتخاذ ترتيبات لازمة لإصدار عملة رقمية (يوان رقمي) لخفض تكاليف تداول النقود الورقية التقليدية.
أسرار الصعود التاريخي للبيتكوين: يعتقد الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن الأسباب تعود إلى الأزمة الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا واهتزاز أسعار النقد حول العالم، ولجوء المستثمرين الى بديل آمن ومعروف كالبيتكوين كما حدث في الأزمة العالمية 2008، زيادة المحافظ الرقمية والتداول على العملات الرقمية، عنصر الندرة مع زيادة الطلب أدى إلى ارتفاع سعرها.
والسؤال هنا: هل ستحل العملات الرقمية محل العملات الورقية؟
[email protected]