أتمنى أن أعرف مقر القوى المغناطيسية الجاذبة للأزمات في الكويت لعلنا نخفف من جاذبيتها القوية، أزمة تلي الأخرى وعلى مختلف الأصعدة داخليا وخارجيا حتى أصبح بين الكويتيين وأمراض الضغط والسكري وقرحة المعدة علاقة مودة وصداقة، ناهيك عن مصاحبة القلق لحياتنا وعسى الله أن يبدله لنا فرحا وسعادة، لا يختلف اثنان في أن الأزمات متنوعة ومختلفة من حيث أسبابها ومجرياتها وحجم تأثيرها على البلد والمجتمع.
والمتابع للوضع يلاحظ أن هناك ملاحظات واحدة تجمعها وأوجزها فيما يلي:
1 - التأخر في اتخاذ القرار سواء كان على مستوى الحكومة ككل أو من قبل وزارة بذاتها مما يعطي الطرف الآخر والمثير للأزمة قوة حجة بصواب تصرفاته وصحة أفعاله وتنفتح شهيته بقوة للتطاول على هيبة الدولة والتمادي في ذلك.
2 - نفتقد وبقوة وجود متحدث رسمي للحكومة يقوم بالتصريح لوسائل الإعلام خلال الأزمة ومن دون كلل ويتمتع بسعة صدر ودراية تامة بالموضوع وإشكالياته والموقف الحكومي والقرارات التي تتخذ أو التي ستتخذ وأسباب ذلك الأمر الذي سينعكس إيجابا على الشارع المحلي.
3 - تفتقد الحكومة للجدية في النظر للأمور المفاجئة وتقييمها بسرعة مع اتخاذ القرار وهذا البطء والتخبط يجعل المواطن في حالة ارتباك وعرضة للإشاعات.
4 - عدم وجود جهة متخصصة بالإعلام الحكومي خاصة لفترات الأزمات أو الأحداث الطارئة تقوم وفق خطة إعلامية محكمة بتوضيح الموقف الحكومي والشعبي ومواجهة وسائل الاعلام المغرضة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي المشبوهة وكل من يمتهن فن التشكيك وتفنيد الاتهامات الموجهة للكويت بجرأة ووعي.
5 - اتباع سياسة الصمت المطبق أمام المزورين والمدلسين والنصابين ومن يساندهم وتركهم يتطاولون على الحكومة بكل أجهزتها الرسمية ورجال الأمن بالرغم من معرفة الحكومة الكاملة بعواقب ذلك على أمن البلد وهيبتها.
6 - السماح بتمادي النواب بالتوسط للمجرمين ومهادنتهم.
7 - من الجميل أن تكون للكويت الريادة بأعمال الخير وتقديم المساعدات سواء على مستوى الحكومة أو الأفراد وحتى اللجان الخيرية ولكن أسلوب العمل الخيرى الصامت لا يتناسب مع زمن الطمع والرغبة في استنزاف ثرواتنا، فالحديث عن الخير الكويتي الذي ملأ الدنيا حق يجب ألا نستحي منه.
للأسف ان الشارع الكويتي في وضع من الاستغراب والتساؤل هل الحكومة تعيش حالة خوف ورعب وخجل من مواجهة المواقف، أم أنها تتبع أسلوب الديبلوماسية الصامتة حتى في أحلك الظروف؟ من اليقين إن على السلطة أن تفرق بين الديبلوماسية والسيادة وإن سيادة الدولة هي مصدر الأمان وما يتبعه من رفاهية وإن كانت نظرة الحكومة عاجزة فإن ذلك هو الدمار بعينه وعليهم الرحيل غير مأسوف عليهم، خاصة أن العالم يعيش مراحل دقيقة جدا سياسيا واقتصاديا وعلى حكومتنا الموقرة أن تكون على قدر المسؤولية وتضرب بدون وجل على يد وأرجل كل من تسول له نفسه الإضرار بسمعة الكويت وأمانها.
حفظ الله الكويت من كل مكروه.
[email protected]