وزارة التربية من الوزارات المهمة، كما أنها من الوزارات التي تفشّى فيها داء الفساد كما تأصل في بعض موظفيها طبع الظلم المؤذن بالخراب، ولكننا على ثقة بقدرة الوزير د.حامد العازمي على تقليم أظافر الظلم ورد الحقوق لأهلها ومنهم صاحبتنا المظلومة منذ سنوات.
صاحبة الموضوع سيدة كويتية حتى النخاع أبا عن جد، تمثّل الصورة الحقيقية للمرأة الكويتية بهدوئها ورزانتها وصوتها الهادئ حتى في أصعب المواقف مع حسن اتكالها على الله، السيدة الفاضلة كانت تعمل مجهزة أغذية في إحدى رياض الأطفال في منطقة العاصمة وتعرضت لمشاكل صحية في قلبها استدعت مراجعتها للمستشفى ودخولها لعمل قسطرة في مستشفى صباح الأحمد عام 2016م، ولكونها مريضة ووحيدة بلا معين فوالدتها سيدة مسنة وابنتها طفلة لذلك تأخرت بإحضار أوراقها الطبية لجهة عملها فتم إيقاف مرتبها، بعد أن تعافت قامت بمراجعة قسم القانونية وتزويدهم بكل الأوراق المطلوبة وفي كل مرة يتم طلب عمل تسوية جديدة لنقص الأوراق والمسكينة تجتهد وتحضر أوراقا جديدة تطير مع الريح وتختفي ويظل ملفها ناقصا والراتب متوقفا.
وزيرنا الكريم لقد تمت عملية القلب للسيدة بتاريخ 31/ 10/ 2016م وحتى هذا اليوم لم تتم تسوية الوضع ولا تعديل الحالة التعليمية لها من شهادة المرحلة المتوسطة إلى الثانوية، وما يلحق بها من تغيير الدرجة والراتب وحتى عندما تقدمت بتظلم لم تجد أذنا صاغية.
في ديسمبر 2017م تقدمت المذكورة باستقالتها ولم تتسلم مرتباتها المتأخرة ولا المبالغ المستحقة من التأمينات ودخلت في دائرة الادعاء الدائم بأن الأوراق ناقصة أو الملف ضائع، ولكم أن تتخيلوا حياتها بعد أن توقفت يدها عن المصرف مع تبخر مدخراتها يوما بعد يوم!! ظلت تعاني بعزة نفس عالية ترفض أن تستجدي أحدا رغم تراكم الديون عليها وصعوبة وضعها المالي والصحي.
أقسى المواقف التي تمر على الإنسان عندما يقطع رزقه فجأة وتنقلب حياته وبلا أي سبب واضح ويشعر معه بالغبن والإهانة خاصة عندما يجد الأبواب موصدة أمامه رغم كل محاولاته لفتحها، إنه الظلم الذي حرّمه الله.
إن أشد ما يحزن في الموضوع أن وطني هو وطن الرخاء ووطن الحق، فالوافد عندما يستقيل يجد مستحقاته المالية تحول بالكامل إلى البنك الذي يعينه في وطنه، بينما ابنة الوطن تهان من موظفين يعملون أساسا لتسهيل حقوق العاملين في القطاع الوظيفي، ظلت ابنة الكويت تعانى من ضيق المعيشة وتدور لسنوات في أروقة وزارة التربية تحمل ملفها المكتظ بالأوراق بحثا عن حقها الضائع.
أيقبل الوزير د.حامد العازمي هذا الظلم على ابنة وطنه ومن هو الرجل الشهم بين نوابنا الخمسين الذي سيتصدى بصدق وليس استعراضا لقضية ابنة الكويت الحرّة ويعمل لرد حقوقها بالكامل وإيقاف من عمل على ظلمها وظلم غيرها؟ فإن المرء إن لم يدفع يد الجور عندما تمتد وتتسع فعليه ألا يأسف إذا نسي الناس مجده.
ملاحظة: اسم ابنة الكويت ومعلوماتها لدي لمن يطلبها.
[email protected]