خرج علينا عدد من المسؤولين وبقطاعات مختلفة منهم الوزيرة والاقتصادي والنواب، وجميعهم يتحدثون عن عجز متوقع في ميزانيه الدولة وما قد يتبعها من عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين.
أحتاج أحيانا لفهم سبب الخصومة غير المنطقية والبغض لفئة الموظفين الذين يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع، ولماذا التلويح بين فترة وأخرى بأن هناك في الأفق زلزالا سيهز أمانهم المالي، والأغرب أن الوزيرة هي موظفة أيضا في الحكومة ولكن برتبة قيادي، أما النواب فرواتبهم تصرف من الحكومة أيضا إلا إن كان هناك اتفاقا سريا بأن رواتبهم لن تمس بالمرة.
المواطن المسكين أصبح كالورقة التي تتلاعب بها الرياح أمام الأخبار الاقتصادية والسياسية وتصريحات المسؤولين، فكم من شخص ارتفع ضغطه أو قراءة السكر عدا من جافاهم النوم وهم يعيدون حساباتهم وكيف سيكون الأمر لتوفير أساسيات الحياة لأسرهم مع حيرتهم المتزايدة بشأن الأسباب المقنعة التي تفرض على المواطن المسكين تحمل العجز الافتراضي، فهو لم يطلب أن تتناثر ثروة الدولة هبات وإعانات على دول العالم، ولم يقف يوما حاجزا ليمنع الدولة من محاسبة الفاسدين ومنع الفساد، ولم يطلب إقامة مهرجانات غنائية لوزارة التربية بالملايين، حتى مع أزمة فيروس كورونا وقف الشعب مساندا للحكومة مطيعا للأوامر صابرا محتسبا، ومن كسروا أوامر الحجز المنزلي أو التباعد الاجتماعي يمثلون فئة قليلة من المجتمع.
أقترح إعداد دورات في فنون التصريح الرسمي مع التدريب على فن الكلمة لعل من يتصدرون للتصريح يدركون تأثير الكلمات وحسن صياغتها وترتيبها على المجتمع، وأحب أن أنوه بمدى عقلانية وحكمة كل من الوزراء أنس الصالح والشيخ د.باسل الصباح وخالد الروضان، فبقدر حساسية الكثير من تصريحاتهم وقوتها إلا انها لم تثر امتعاض الجمهور، بل لقد حازوا حب وتقدير المجتمع الكويتي.
***
الحلقة الأضعف: تعتـــبر وزارة التــربية الحلقة الأضعف من حيث الأداء بين جميع وزارات الدولة خلال أزمة فيروس كرونا، فرغم أن الأزمة عالمية ومداها الزمنى كما هو متوقع طويل، مع إدراك الجميع ضرورة التعليم وأهميته، إلا أن الحل كان بتوقف التعليم النظامي والجامعي وكذلك منع التعليم عن بعد بينما نجد كثيرا من دول العالم اتبعت سياسة سريعة تضمن استمرار التعليم بمنهجية علمية إلكترونية.
والمضحك ان التعليم الخاص انفصل عن سياسة وزارة التربية ونجح في استصدار موافقة رسمية من مجلس الوزراء تتيح لهم الاستمرار في التعليم الإلكتروني لطلبتهم. وزير التربية وجميع قياديي الوزارة يطبقون قاعدة «في الصمت السلامة»، ولا عزاء للطلبة ولا للتعليم.
[email protected]