خلال السفر.. فإن الحنين للوطن والشوق له وللقائه لا يغادر القلب أبدا..
ففي كل لحظة تجد الوطن بين عينيك، وبين يديك، وفي خطواتك، وفي حركاتك وسكناتك، تجده يتملك كل أفكارك في كل لحظة.
فالوطن وما أدراك ما الوطن..
إنه غذاء الروح الذي تستمد من خلاله القوة لمجابهة هذه الدنيا وما بها من تفاصيل، إنه ماء العين وهدبها الذي يحميها من الأذى، إنه نبض القلب الذي يضخ الحياة في الجسد، إنه الدم الجاري في الشرايين، إنه..
وإنه.. وإنه.. إن الوطن كل شيء ودونه نحن لا شيء.
وكيف إذا كان ذاك الوطن هو الكويت، تلك الكويت الجميلة والرائعة والشامخة، التي تحوي كل معاني الجمال، من عطاء، ونقاء، وتسامح، ورقي، وسكينة، نعم الكويت تحوي كل أصناف الجمال، دار ينبع الخير من أرضها ليسقي العالم الذي داهمه جفاف الفقر والجوع.
دار بها شعب في غاية الطيب وفي غاية الخير، شعب يتدفق منه الخير بكل أصنافه، حاضرته كرام من كرام، وباديته كرام من كرام، يمتاز الجميع به بطيب المعشر ونقاء النفس، فما أجملك يا كويت وما أجمل أهلك.
أيها السادة: أكتب هذه الكلمات الخارجة من القلب وأنا حاليا خارج نطاق الوطن العظيم لاستكمال دراستي العلمية، فالقلب أيها السادة يحن للوطن ويحن لأهله، فهو يشتاق لتلك الوجوه الطيبة من أهل الكويت، الوجوه التي تحمل في تقاسيمها تباشير الخير والنقاء، وهو يشتاق لتراب الوطن، ذاك التراب الطاهر الذي يعلو قي قيمته مثقال الذهب بنظري.
نعم أحب الكويت، أشتاق للكويت، أحن للكويت، يشدو نبض فؤادي بالكويت، الكويت ثم الكويت ثم الكويت، قلبي وروحي الكويت، وبين أضلاعي الكويت، وأقول للكويت:
يم الكويت أبعث تحية بصوتي
وأقول يا دار الغلا: لج لهوفين
يا دار لج بين الحنايا ثبوتي
حيثج مع شريان دمي تجولين
أبقى أحبج في حياتي وموتي
يا مهجة الخاطر ويا قرة العين
أنتي دوا روحي وقلبي وقوتي
دوم معاي، وبالفكر ما تغيبين
أنتي معي في كلمتي وبسكوتي
في كل حالاتي معي ما تروحين
منحوت حبج في حشايا نحوتي
يا كويت يا دار النقا والنقيين
أشتاق لج في كل وقت يفوتي
ذكرج معي والله يا دار كل حين
شوارعج، مرابعج، والبيوتي
كل شي بج نغليه ي أغلى البلادين
والله نحبج حب ما به شتوتي
ثابت ومغروس بنا طول السنين
عسى يدوم العز بج والثبوتي
وتبغين دوم شامخة ما تطيحين
٭ (ملاحظة: ك = ج)