انتقل إلى جوار ربه صباح أمس المغفور له بإذن الله تعالى فيصل سلطان العيسى الذي نشأ وترعرع على يد والده، رحمه الله، سلطان بن عيسى رجل الخير والعطاء وقريبا من عمه الشيخ يوسف بن عيسى رجل الدين والعلم.
كان رحمه الله باسط اليد معطاء محبا للناس والخير، كريما ليس بعطائه فقط، بل بأخلاقه وتعامله مع الآخرين ساعيا للخير دائما وإن سأله احد للمساهمة بمشروع ساهم أو تكفل بالمشروع كاملا، لم يرد سائلا ولم ينتظر شكرا من أحد، يجزل العطاء ولم تعلم يده اليمنى ما أعطت يده اليسرى.
كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين وكان مستشارها الهندسي والمالي، لم يبخل بفكرة أو استشارة أو نصيحة بل كان مستعدا ومتواجدا، رحمه الله، لمساعدة الجمعية ودعمها ماديا ومعنويا.
حين تبرع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، بأرض في منطقة النقرة بشارع العثمان، لجأت إليه، رحمه الله، كل من رفيقة دربه منيرة المطوع وأخته المرحومة بإذن الله تعالى موضي السلطان، محتارتين بكيفية استثمار الأرض لتدر دخلاً على الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، تبرع ومكتبه «مكتب المهندس الكويتي» بتصميم مجمع سكني، وسألته منيرة وموضي وعبدالرحمن العتيقي رئيس الجمعية، رحمه الله، كيف نبني هذا المجمع ونحن بالكاد نغطي مرتبات الموظفين الشهرية؟!
لجأ لأخويه مصطفى السلطان وبدر السلطان فحصل على الحديد والأسمنت وغيرهما من مواد البناء، ثم لجأ إلى أهل الخير في كويت الخير وبعض الشركات حتى تم إنشاء المجمع والذي تم تأجيره لجامعة الكويت سكناً لأساتذة الجامعة ليدر دخلا ساهم في الصرف على الجمعية وأبنائها لعشرات السنين.
وحين أرادت الجمعية التوسع في أنشطتها تبرع، رحمه الله، بوضع التصاميم للمبنى الذي تحول فيما بعد إلى مركز للرعاية النهارية في محافظة حولي.
استمر، رحمه الله، بتقديم الاستشارة والمشورة والتبرع للجمعية للتوسع والبناء أو لأسواقها الخيرية أو التبرع بتسمية جناح باسمه أو أحد أفراد أسرته أو بالتسويق للجمعية بإتمام إنشاء مبانيها، كما ساهم بمساعدة الأسر التي لا تستطيع الجمعية تقديم خدمات لها لعدم وجود أماكن شاغره لأبنائها.
كان، رحمه الله، يقدم العون لطالبي العلم ويمول دراستهم من خلال جمعية «سلطان التعليمية» التي كانت امتدادا لعمل والده سلطان بن عيسى، رحمه الله.
كانت أخته موضي السلطان، المرحومة بإذن الله، تلجأ إليه لمساعدتها بتقديم العون لبعض الأسر المحتاجة، وكانت رفيقة دربه منيرة المطوع تزكي بعض المحتاجين عنده لمساعدتهم وتفريج كربتهم.
ساهم، رحمه الله، بمشاريع في دول عربية وأجنبية ولم يقتصر عطاؤه وتبرعه على من بالكويت، لقد تبرع لمشاريع ودراسات وبحوث علمية وتبرع لمراكز بحثية بدول عربية وأخرى أجنبية، ولم ينس أهل بلده الكويت، حيث تبرع ببناء وتجهيز «مركز فيصل السلطان للتشخيص والعلاج الإشعاعي» هذا المركز المتطور لتشخيص وعلاج الأورام والذي سهل ويسر وشخص وعالج آلاف المرضى لما يوفره من أجهزة ومعدات وتقنية حديثة.
كان، رحمه الله، إذا أثنى عليه شخص وقال بارك الله فيك لعطائك لفلان أو المشروع الفلاني، أنكر ذلك ونفاه، فلم يرد يوما أن يشكره أحد أو يكون محورا للثناء والشكر.
قال جل وعلا (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ).
أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم أختي منيرة المطوع وجميع إخوانه وأهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان وإلى جنة الخلد «يا بوغازي».