باغتتنا جائحة كورونا منذ عام 2020 ولم نكن قد أعددنا العدة لها، والآن وبعد مضي عام استطعنا معرفة كيفية انتقال الفيروس وطرق الوقاية منه وظهرت العديد من الأدوية المقاومة للفيروس وكذلك فقد ظهرت الطعوم. إن الفيروسات هي أصغر الكائنات المسببة للمرض وتحتاج إلى كائن حي آخر ليزودها بالطاقة والمواد الأساسية والمركبات الأساسية التي تساعدها على بناء أحماض نووية وبروتينية لها. وقد عانى الإنسان في الماضي من فيروسات عديدة مثل الجدري والأنفلونزا والتهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ولكل منها تم اكتشاف العلاج وطرق الوقاية والتطعيمات اللازمة. ولكن فيروس كورونا المستجد ظهر فجأة في عام 2020 وكالعادة في بداية ظهور أي فيروس وبسبب عدم الإلمام به لأنه مستجد فقد تتطور طرق الوقاية والعلاج لحين اكتشاف طرق انتقال العدوى والعلاج الأمثل له. والآن ولله الحمد تم معرفة طرق الانتقال لفيروس كورونا المستجد وكيفية الوقاية منه.
ولكن هذه الفترة التي ظهر فيها الفيروس وإلزام الجميع بالحظر وبالحجر والتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والقفازات الواقية عند التعامل مع الآخرين فقد جلس معظم أفراد المجتمع في بيوتهم تجنبا لأي مخالطة للآخرين. وكان ذلك مفيدا للبعض، حيث جلسوا مع أفراد العائلة لفترة طويلة بينما كانوا سابقا لا يلتقون إلا مرة بالأسبوع بسبب ضغوط الحياة والعمل بالإضافة إلى أن البعض قضى تلك الفترة بممارسة الهوايات والإبداع فيها، وآخرين لجأوا إلى الله وختم القرآن بالإضافة إلى الصيام بين حين وآخر. ولكن هناك من قضاها بالأكل وزيادة الوزن بدلا من ممارسة الرياضة واتباع التغذية الصحية. ولذلك فإنني أنصح الجميع بممارسة النشاط البدني بانتظام للمحافظة على لياقتهم الصحية والحرص على التغذية الصحية وإكثار تناول الفواكه والخضراوات والابتعاد عن الدهون والسكريات لسلامة قلوبهم.
ولابد من اعتبار هذه الفترة استراحة محارب لإعادة النظر في جميع شؤوننا سواء كانت السلوكيات والعادات الصحية أو العلاقات بين أفراد الأسرة أو العلاقات مع الآخرين أو السلوكيات التي تحافظ على عدم انتقال العدوى من وإلى الآخرين.
إن الفيروسات كائنات ضعيفة ولا يعرف عمرها بالتحديد ولكن بعض العلماء يقولون إن عمرها مثل عمر الحياة نفسها وتتميز بحجمها الصغير ولكن عند دخولها لجسم مضيفها تبدأ بالنشاط والضرر، ولكن ليست جميع الفيروسات ضارة، حيث إن الأغلبية لا تسبب الأمراض للبشر، حيث إن الكثير منها يسهم في دعم الأنظمة البيئية ويحافظ البعض على صحة الكائنات الحية من الفطريات والنباتات إلى الحشرات والبشر، ولذلك نحن نعيش في توازن بيئي محكم من رب العالمين.
وأدعو الجميع إلى استغلال استراحة المحارب بمراجعة نظام حياتهم وسلوكياتهم الصحية والنفسية والعمل على الاستفادة من كل وقت يقضونه في المنزل ومع أفراد الأسرة.