كم كانت سعادتي بقراءة الإصدار الرائع والمتميز لمركز البحوث والدراسات الكويتية تحت عنوان «الكويت في مجلس الأمن: إسهامات بارزة ومبادرات جريئة 2018-2019 للسفير منصور عياد العتيبي».
وهو الإصدار الثالث للسفير منصور العتيبي لتوثيق أحداث مهمة من تاريخ الكويت الحديث من داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث كان الإصدار الأول عن قضية الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بينما كان الإصدار الثاني عن دور مجلس الأمن في مواجهة العدوان العراقي على الكويت.
أما أحدث إصدار (الثالث) والذي يوثق بمهنية وموضوعية وبأسلوب منهجي ورصين عضوية الكويت في مجلس الأمن في عامي 2018 و2019 وإسهامات الديبلوماسية الكويتية، بل وتألق الكوكبة من الديبلوماسيين الكويتيين في سماء الديبلوماسية العالمية وأخص بالذكر السفير منصور العتيبي رئيس الوفد الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة في نيويورك والذي عرفته عن قرب خلال قيامي بمهمة رسمية لإلقاء كلمة الكويت عن إنجازاتها لتحقيق غايات الأهداف العالمية للتنمية فيما يتعلق بالتصدي للإيدز فقد غمرني بالدعم والتشجيع وكرم الضيافة، وكان هو وفريق مساعديه المخلصين خير عون لي لتقديم تقرير الكويت باجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى والذي كان محل إشادة وترحيب من الحضور رؤساء الدول، وقد شعرت بالفخر والاعتزاز بالثروة البشرية من الديبلوماسيين الكويتيين بالصفوف الأمامية بالمنظمات الدولية.
وعودة إلى الكتاب القيم الذي وثق فيه السفير منصور إسهامات الكويت في مجلس الأمن فإنه يعد وثيقة تاريخية مكتوبة بإخلاص ومهنية ويتضمن مجموعة من الدروس المستفادة التي يجب تدريسها في الجامعات ومراكز البحوث ومعاهد تحليل ووضع السياسات الدولية. وقد حرص العتيبي على أن يبحر بالقارئ بمهارة وحنكة وشفافية كاملة بالرغم من العواصف والأعاصير بالسياسات الدولية وبالتحديد على مستوى الأجهزة الرئاسية بالأمم المتحدة.
وأعتقد جازمة أن مثل هذا التوثيق الأمين لدور الديبلوماسية الكويتية في مجلس الأمن لا يجب أن يكون مكانه فقط ضمن التقارير والكتب التي تزدحم بها مكاتب المسؤولين بل يجب أن يخرج خارج المكاتب، وأن يحظى بالدراسة والتحليل والعرض والاستفادة منه في إعداد وصناعة السياسات.
إن السفير منصور العتيبي نجم متألق في سماء الديبلوماسية الكويتية وثروة وطنية غالية ولا تكفي الكلمات والسطور لتسجيل الإعجاب والتقدير لإنجازه المتميز الذي يعزز ثقافة أمانة التوثيق للأحداث من جانب وبأقلام المشاركين بها.
وعندما ننظر للعالم فإنه مازالت القرارات المصيرية بيد الدول الدائمة العضوية والتي تملك حق الفيتو.