انفرد العيد هذا العام عن غيره من الأعياد السابقة ببعض المظاهر التي لم نشهدها أو نتعود عليها من قبل بسبب إجراءات التباعد الجسدي ومنع الحميمية المعهودة في السلام والمعايدة ولبس الكمامات وإجراءات العيادي غير الورقية والحد أو منع التجمعات العائلية إلا في أضيق الحدود.
بل إن أحاديث العيد أصبحت عن التطعيم والمصابين والمخالطين والحجر المؤسسي والمنزلي وتناول ما ينشر في الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي عن كورونا المستجد والسلالات الجديدة.
وعادة كان الأطفال يذهبون للألعاب وقضاء بعض الأوقات فيها، لكن بسبب هذه الجائحة كانت أماكن اللعب كلها مغلقة وأصبح تركيز الأطفال على ألعاب الكمبيوتر فقط وعلى التباعد عن الأطفال الآخرين لمنع العدوى.
وأصبح العيد مناسبة جافة من العلاقات والتواصل عن قرب ولكن على الرغم من إقامة صلاة العيد مع التباعد الجسدي فإن الأرواح تلتقي على الخير وترفض الجفاف.
وفي هذه المناسبة فإننا نحمد الله على الأمن والأمان ونتذكر أن إخواننا في غزة والقدس يقضون العيد في مرمى الصواريخ والقصف الصهيوني، وأن دموع الأطفال لا تجف والعيد لديهم تفوح منه رائحة الموت والدمار غير المسبوق، كما أن هناك العديد من الدول التي تشهد ما هو أشد من العيد الجاف وغير الورقي الذي شهدناه، ونسأل الله سبحانه وتعالى ألا يتكرر، وأن يزيل عنا آثاره وتداعياته على الصحة النفسية للجميع، فهذه بلا شك تحديات يجب أن نواجهها بشجاعة وحكمة لأنها ابتلاء من الله عز وجل.
نسأل الله أن يهب لنا أجر الصابرين، وكل عام وأنتم بخير بالرغم من جفاف العيد، ونأمل أن تكون الأعياد القادمة تعود كما كانت في السابق مع انتهاء جائحة كورونا المستجد.