بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 والتي اختتمت منذ أيام في طوكيو عاصمة اليابان وسط تحدي كورونا الذي أدى إلى تأجيل الدورة من عام 2020 إلى عام 2021 في هذه الظروف والإجراءات الدقيقة، حيث ان جميع دول العالم والشعوب والمتخصصين يجب أن يتعلموا الكثير من هذا التحدي الكبير، فقد كان من السهل على الجهة المنظمة أن تتذرع بكورونا وتؤجل طوكيو 2020 إلى أجل غير مسمى، لكن الثمن لن يكون قليلا، وكان من السهل إغلاق اليابان ومطاراتها أمام الأجانب القادمين من رياضيين ووفود رسمية وإعلام ومشجعين، لكن يبدو أن تلك الحلول السهلة التي يمكن تبريرها لم تصمد أمام تحدي إقامة الدورة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تمت بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، حيث إن الدول المشاركة بلغت 206 دول، وكان عدد الرياضيين المشاركين 11656 في 324 مسابقة و33 رياضة.
ولم يكن قبول التحدي بغريب عن الشعب الياباني الذي صمد أمام أول قنابل ذرية عرفتها البشرية والتي دمرت هيروشيما وناجازاكي فكانت نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945.
وهكذا فإن الشعوب عندما تتصدى للتحديات لا تعرف المستحيل، وكانت النتيجة فرحة الرياضيين بما أنجزوه من بطولات ورفع أعلام دولهم أمام العالم في طوكيو 2020 ، وفرحت الشعوب والدول بأبطالها من النساء والرجال من مختلف الأعمار الذين تألقوا في طوكيو بتلك المناسبة، وانتهز الساسة نجاح الرياضيين في طوكيو باستقبال الأبطال وتقديم المنح والهدايا لهم، وهم بلا شك يستحقون ما هو أكثر منها.
ويبقى الدرس المستفاد هو قبول التحدي والإصرار على إقامة الفعالية وعدم الانسياق خلف التحذيرات المبالغ فيها، والتي أصبحت إرهابا وفوبيا أمام اتخاذ القرارات الشجاعة بعودة الحياة الطبيعية.
وعندما نطلع على تداعيات الحرب العالمية الثانية على ألمانيا وأوروبا واليابان من خراب ودمار وتدمير للاقتصاد ثم إرادة تلك الشعوب لمجابهة التحديات وعودة الحياة الطبيعية لتلك الدول وتعافي اقتصادها فإنه يجب علينا أن نتعلم الكثير، وأن نترجم ما قد نستطيع تعلمه إلى سياسات وإجراءات جادة لقبول التحديات التي تصقل الشعوب والأجيال المتعاقبة.
وأعتقد أن الفوز في مجابهة التحدي وإقامة طوكيو 2020 لا يقل أهمية عما تحقق من فوز في الألعاب الأخرى ويستحق ما هو أكبر من الميداليات، والفائز بالنهاية هو الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). «سورة الإسراء: 70».