تعتبر القيادات الوسطى في جميع الوزارات والمؤسسات ثروة بشرية يجب استثمارها، وفي الغالب هم من يستطيعون قيادة التطوير والإبداع عندما تتاح لهم الفرصة فهم الأقرب لتفاصيل العمل لحداثة تخرجهم والأصغر عمرا ولديهم المهارات والمبادرات التي قد لا تتوافر فيمن وصلوا إلى المناصب القيادية بالإدارات العليا ممن قضوا العديد من السنوات في أماكنهم وبأفكارهم القديمة، إذ انه إن أتيحت الفرصة العادلة للقيادات الوسطى فإن أفكارهم غير التقليدية تنطلق لحل أي مشاكل أو معوقات بالعمل.
ويجب أن يكون للقيادات الوسطى الرأي والصوت في كل ما يدور بالعمل حتى لا يتعرضوا للإحباط في مواقع كثيرة بسبب تسلط القيادات العليا عليهم من أصحاب الأختام والتواقيع المضحكة والذين قد يدمرون آمالهم ويحطمون طموحاتهم بسبب المركزية البغيضة التي تعصف بآمالهم وبسبب الأفكار البالية التي لديهم.
إن القيادات الوسطى هم مستقبل الوطن حيث انهم يخلقون أجواء العدالة والمساواة في موقعهم لاختلاف مهاراتهم وأساليبهم والرؤى التي يحرصون عليها للتطوير والإبداع وكذلك بسبب ثقتهم بأنفسهم فإنهم يشجعون الجميع على العطاء المثمر والإبداع، وعند عدم الاهتمام بهم فإن ذلك يؤدي إلى انهيار المؤسسة بسبب الإحباط الذي يصيبهم.
إن تحدي فهم القيادات الوسطى وكيفية التعامل معهم هو مجال لإجراء الدراسات من مراكز البحوث والجامعات ونشر توصياتها على أوسع نطاق لتكون منطلقا لتطوير الجهاز الإداري ودفع حركته للأمام.
وعندما نتحدث عن مركب الحكومة فإن الحديث يجب ألا يغفل دور القيادات الوسطى والآمال المعقودة عليهم وكيفية التعامل معهم بحكمة وموضوعية.
وتأهيل القيادات الوسطى والاستفادة منهم يجب أن يكون على قمة أولويات الحكومة حتى لا نتركهم يصارعون الإحباط والذي قد يؤدي إلى الاستقالات أو عدم الإنتاجية بسبب القضاء على طموحاتهم التي كانوا يتأملون تحقيقها على أرض الواقع.
وأعتقد أنه قد آن الأوان لطرح موضوع أكاديمية التأهيل والتنمية الإدارية بالكويت كجهة متخصصة ومستقلة للقيام بمهام التدريب والإعداد والمتابعة للقيادات الوسطى فإن ميلاد هذه الأكاديمية يعتبر ضرورة لتطوير العمل والحصول على نتائج مثمرة وخاصة في وجود العديد من التحديات أمام الجميع وفي جميع المواقع.