يعكس كتاب الأعمدة بالصحف اليومية من آن لآخر قضايا واقتراحات تتطلب التفاعل وإجراء الحوار بشأنها، وما يتطلع إليه كاتب الزاوية أو العمود هو أن يجد الصدى المناسب والاهتمام من الجهات المختصة، وآخر ما يتصوره أن يكون الصدى هو صمت القبور المقيت الذي يكشف عن خلل في المتابعة أو التعامل مع ما ينشر بالزوايا والأبواب والأعمدة الصحافية بلا اكتراث أو بمطاردة البعض.
وأرجو من الجهات المسؤولة عن تعزيز التواصل الجماهيري ألا تنسى أن ما يطرح في وسائل الإعلام عن اقتراح أو قضية فإنها غالبا تكون نتيجة لجمع المعلومات والانتظار للحوار البناء ولكن أن تكون لبعض الجهات «أذن من طين وأذن من عجين» فهذا معناه الحاجة الملحة إلى فحص الأذن والتشخيص والعلاج ولو بزراعة القوقعة أو إعادة تأهيل سمع من أسندت إليهم مهام التواصل الجماهيري فنسوا أو تناسوا أن التواصل له اتجاهان والتواصل ليس بالتواصل الاجتماعي لملاحقة أو ترهيب أي معارض في الرأي ولكن التواصل يجب أن يكون بالاستفادة مما يتم طرحه من آراء حتى لا يقعوا في معارك خاسرة في ساحات التواصل الاجتماعي.
إن الإعلام هو مصطلح يطلق على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية أو أخرى غير ربحية عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات بالإضافة إلى الترفيه والتسلية ووسائل الإعلام هي السلطة الرابعة لتأثيرها العميق والواسع على كل ما يجري من حولنا، وإن القيادي الناجح هو من يتفاعل مع الإعلام بالاستفادة مما يطرح من أفكار وآراء ونصائح وألا يكون في موقع المتربص لكل من يدلي برأيه في وسائل التواصل الاجتماعي وكأنه يقول لهم امتنعوا عن الحديث ولا أريد سماع آرائكم.
إن القيادي الذي يتشاور مع العقلاء يمكنه تصحيح مساره إن كان مخطئا وإن الله سبحانه وتعالى دعانا إلى الشورى وأن يكون نظاما ومنهجا ودستورا للجميع ولا يجب أن ينفرد أي شخص برأيه، قال تعالى (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ـ الشورى: 38).
فلذلك إنني أدعو كل قيادي وكل مسؤول في موقعه أن يتابع ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف اليومية لتصويب الآراء وعدم الانفراد بأي رأي إلا بعد المحاورة مع من يمكنه ذلك من ذوي الاختصاص وعدم متابعة وسائل التواصل الاجتماعي لملاحقة كل من يطرح رأيه فيها إن كان مخالفا لما يقوم به.
ولا ننسى أن الإعلام هو سلاح ذو حدين فعند استخدامه الاستخدام الصحيح سيجعلك تقوم بما هو مطلوب لتحقيق التنمية الشاملة للوطن.