لا يخلو أي اجتماع دولي حالياً من التطرق إلى قضايا تلوث البيئة وتغير المناخ وتحدياتها المتعددة والتي تمتد في جميع أنحاء العالم وتنشط دوائر البحوث والجامعات على مستوى العالم لإجراء البحوث عن الأبعاد المختلفة لتلك التداعيات، بل إن المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم لا تخلو من الحديث للطلبة عن هذه القضايا.
وعينت بعض الدول قيادات تمثل رأس الدولة وتكون مسؤولة عن متابعة هذا الملف مع المنظمات الدولية، إذ سيعقد بعد أيام مؤتمر عالمي في مدينة شرم الشيخ بمصر حتى تعرف كل دولة في المنطقة ماذا ستقدم لشعوبها لمجابهة هذا التحدي ضمن الالتزام بالمعاهدات الدولية.
وهنا أتساءل عن الجهة المسؤولة لدينا عن هذا الملف؟ وما اختصاصاتها ومسؤولياتها واستعداداتها للمشاركة الفعالة في الفعاليات الدولية ومن بينها هذا المؤتمر؟ وهل لدينا تشريعات أو خطط في هذا المجال؟ وما موقع تغير المناخ وتلوث البيئة من التزامات وتعهدات المرشحين لانتخابات مجلس الأمة ومن بينهم من يدركون الأبعاد الدولية والالتزامات أمام المنظمات الدولية ودور الكويت في تبني العديد من القضايا التنموية العالمية سياسيا وعلميا وديبلوماسيا؟، حيث إن الكويت قامت بالعديد من المبادرات في جميع المجالات.
ومن حقنا معرفة ما يدور خلف الكواليس في هذا الملف المهم لحماية صحة وحياة الأجيال القادمة والكوكب الذي نعيش عليه جميعا، وما الرؤية المستقبلية لإدارة هذا الملف بالمستوى العلمي والسياسي المطلوب أسوة بما يتم في الدول المتقدمة؟
وهل آن الأوان لأن نسمع قريبا عن وزير أو قيادي مؤهل بمستوى علمي مناسب عن شؤون تغير المناخ وتلوث البيئة ونبدأ خطوات عملية مستحقة في هذا المجال لأننا لسنا بعيدين عن هذا التحدي ولا يجب الاكتفاء فقط بدور المتفرج وسط هذا الزخم من حولنا بينما نستطيع أن نقوم بمبادرات تليق بمكانة وإمكانات الكويت وتتفق مع حجم التحدي؟
وهناك دراسة علمية منشورة في إحدى الدوريات العالمية تدق ناقوس الخطر بخصوص تأثيرات تغير المناخ على الصحة ومعدلات الوفيات في الكويت، وهو ما يؤكد أننا لسنا بعيدين عن تأثيرات هذا التحدي، بل يجب أن نتعامل معه بالمستوى المناسب ولا نكتفي بإطلاق التحذيرات بالمكوث في المنزل وعدم الخروج للمصابين بالحساسية أو بأمراض الجهاز التنفسي لأن التحدي أكبر من ذلك التعامل السطحي مع تلك الملفات المهمة التي تتطلب إدارتها بمستوى رفيع علميا وتنمويا وسياسيا وديبلوماسيا، ولحسن الحظ أن لدينا الكفاءات المؤهلة للقيام بذلك.