الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
كرم الله سبحانه وتعالى الأم وجعل منزلتها وبرها أسمى من جميع الارتباطات الاجتماعية الأخرى لدورها العظيم في تربية الأبناء وإعدادهم وتنشئتهم ليكونوا فعالين في المجتمع. والأم هي المدرسة الأولى في حياة الطفل ويقع على عاتقها أكبر المسؤوليات لإعداده وتوجيهه منذ ولادته فهي تمنحه الحنان والحب ويتعلم منها الكلام والتفكير ويشعر بفرحها وحزنها وغضبها. وبالرغم من أن تربية الأطفال هي مسؤولية مشتركة بين الأم والأب ولكن الأم تحظى بالنصيب الأكبر من هذه المسؤولية والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل وتظل معه إلى حين الزواج وأحيانا إلى ما بعد الزواج. ويكون الطفل كالمسجل الذي يلتقط كل ما يدور حوله فإن كانت الأم صادقة وأمينة وخلوقة وكريمة فإن الأبناء يتعلمون تلك الأخلاق الحميدة منها ولكن إن كانت عكس ذلك فإن الأبناء يكونون مثلها.
ويجب على الأم الاهتمام بالأبناء بالتساوي وعدم التفريق بينهم حتى لا تكون هناك آثار نفسية للبعض منهم، وأن تعلمهم أمور الدين والدنيا وأن تمنعهم عن السب والشتم وحتى إن سمعوه من خارج المنزل. وعلى الأم أن تعلم أبناءها أن يحكوا لها كل شيء يدور في حياتهم وتعلمهم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، وذلك بترتيب غرفة النوم ونظافتها منذ الصغر.
والتواصل الصحيح مع الأبناء يعزز العلاقة بينهم وخاصة أننا في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي فالرقابة من الأم أو الأب ضرورية حتى لا يقع الأبناء في أي محظورات. ولابد من أن تكون الأم قريبة من الأبناء لتستطيع حل مشاكلهم والحوار والتشاور معهم بأسلوب يتقبله الأبناء للقضاء على أي مشاكل أو آثار سلبية بسبب بعد الأهل عن أبنائهم.
إن دور الأم في تربية الأطفال لا يقتصر على فترة معينة ولكنه يكون مستمرا مع حياة الطفل، حيث إن التربية تبدأ من فترة الرضاعة وتستمر إلى أن يلتحق الطفل بالمدرسة وإلى أن يعمل ويتزوج وما بعد الزواج، فلذلك تعتبر الأم هي المدرسة التي تربي الأجيال القادمة فإن صلحت فإن المجتمع يصلح وينمو. وتوجد العديد من الأساليب التي يجب على الأم تجنبها حين تربية الأبناء مثل التسلط أو الحماية الزائدة أو القسوة أو التذبذب بين اللين والشدة في معاملة الطفل وعدم استقرار الأم والأب على نوع العقاب لنفس الخطأ أو التفرقة بين الأبناء سواء بسبب العمر أو الجنس. وأحيانا تلجأ بعض المجتمعات إلى عقد ندوات تربوية تثقيفية لتوعية الأبوين وخاصة الأم لتعلم أساليب التربية السليمة في التعامل مع الأبناء.
وتتعدد أدوار الأم في تربية الأبناء فهي تعمل جاهدة للتوازن بين المنزل ومتطلبات الأبناء من أجل إعداد جيل سليم يمكن الاعتماد عليه في كل ما يحتاجه الوطن. فالأم هي المدرسة الكبيرة التي تحتوي الأبناء وتهتم بهم وبأمور حياتهم، فلذلك كل التقدير لكل أم أنشأت أجيالا متعلمة ومثقفة يمكن للوطن الاعتماد عليهم ويساهمون في تنميته.