عندما نتدبر في خلق الله سبحانه وتعالى نرى ان هناك الكثير من العجائب التي لا نعرفها الا بعد البحث والدراسة، وخير مثال على ذلك عالم الحيوان، هذا العالم الغريب المملوء بالمعلومات التي يجهلها معظم الناس، فالقط سلاحه الدائم هو لسانه ولذلك فهو مملوء بغدد تفرز سائلا يضمد جرحه عدة مرات حتى يلتئم، والكلب كما يسميه البعض الصديق الوفي لوفائه لصاحبه وحمايته من اي ضرر، والزرافة اذا انزلقت ووقعت على الارض مع انفراج الساقين فلن تستطيع القيام مرة اخرى ويمكن ان تبقى في وضعها هذا حتى تموت، وقلب الربيان في رأسه وليس في الصدر، والدجاجة تستطيع الطيران لمدة لا تزيد عن 13 ثانية فقط، ولا ننسى الفوائد من النحل والانعام، فعسل النحل فيه غذاء وشفاء للمرضى وكذلك الألبان ومنتجاتها كغذاء كامل للاطفال والكبار، قال تعالى: (وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين) النحل 66، والجمل كما يسمى سفينة الصحراء لتحمله العطش الشديد دون توافر الماء ويحمل الاوزان لنقلها وكان الوسيلة الوحيدة للسفر في الماضي، وقد خلق الله لنا هذه الحيوانات للاستفادة منها فمن لحومها الغذاء ومن جلودها البيوت والملابس ومن أصوافها الملابس والاثاث ومنها ما هو للحماية والحراسة وبعضها للزينة، وميز الله الانسان عن الحيوان بالعقل، وباستخدام العقول استطاع الانسان اكتشاف فوائد هذه الحيوانات ولكن من لا يستخدم العقل في حياته ولا يستطيع ان يميز بين الطيب والخبيث فهو في ضلال كبير، قال تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون) الاعراف 179، ان استخدام العقل والتفكير من صفات البشر التي ميزهم الله بها عن سائر المخلوقات فلنستخدم عقولنا فيما هو مفيد سواء بالتفكر في مخلوقات الله او بالاطلاع والقراءة والبحث ونتجنب كل ما يؤثر على عقولنا مثل المخدرات والمسكرات التي تذهب العقول وتجعل الانسان شبيها بالحيوان ولنتبع كل ما دعانا الله له ونتجنب نواهيه حتى نظفر بجنة الخلد، قال تعالى: (ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) محمد 12.