الأمم المتحدة عرّفت الإرهاب الدولي عام 1972 بأنه استخدام العنف غير القانوني أو التهديد به بغية تحقيق هدف سياسي معين، أما المحكمة الجنائية الدولية فقد عرّفته بأنه استخدام القوة أو التهديد بها من أجل إحداث تغيير سياسي أو القتل المتعمد والمنظم للمدنيين أو تهديدهم به لخلق جو من الرعب والإهانة للأشخاص الأبرياء من أجل كسب سياسي أو الاستخدام غير القانوني للعنف ضد الأشخاص والممتلكات لإجبار المدنيين أو حكومتهم للإذعان لأهداف سياسية. وقد عرّفته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب والموقعة في القاهرة عام 1998 أنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كان بواعثه وأغراضه يقع تنفيذا لإجرام فردي أو جماعي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر. حيث يسعى الإرهابي إلى تحقيق أهداف سياسية غير متفق عليها عالميا وغير ملزمة قانونا عن طريق العنف والتهديد وعن طريق ممارسات غير مبررة تثير الرعب في النفوس وتخيفهم. والإرهاب هو عمل بربري يخالف الأخلاق الاجتماعية ويغتصب كرامة وحقوق الإنسان وهذه الأفعال العنيفة التي يقوم بها الإرهابي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة الآمنين. إن ما قام به الإرهابيون من تفجير في مسجد الإمام الصادق يعتبر من كبائر الذنوب، حيث انهم قاموا بالاعتداء على الآمنين وفي بيت من بيوت الله، وقتلوا الكثير من النفوس البريئة ظلما وعدوانا، فقد قدم الإسلام نعمة الأمن على كل النعم التي لا تعد ولا تحصى. إن الأمن هو خاصية المجتمع المسلم، وهو من أولويات أي مجتمع، ولذلك فقد نهى الإسلام عن ترويع الناس الآمنين، وعدم انتهاك حرماتهم وقد حرمت الشريعة الإسلامية ترويع الآخرين سواء بالاعتداء أو حتى بالإشارة بالسلاح، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، والسبب في ذلك النهي حتى لا يتحول إلى أمر حقيقي، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار». لقد نهى الإسلام عن الإرهاب وترويع الآمنين، فما بالك بمن يقتل؟ قال تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ـ النساء: 93). وقال تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ـ المائدة: 32). إن جريمة القتل جريمة شنعاء والاعتداء على دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالح لأن الإيمان حاجز قوي دون الشر والفساد والظلم، فالمؤمن حقا لا يغدر ولا يفجر ولا يطغى ولا يتجبر ولا يقتل. كيف نعالج هذا الأمر؟ لابد من أخذ الحيطة والحذر في جميع الأمور وعدم التساهل بما قد يعرض أمن البلاد إلى الانتهاك.
لابد من أن نوحد صفوفنا ونبتعد عن أي تفرقة أو طائفية ولا نتداول أي أمور قد تؤدي إلى الفرقة سواء بوسائل التواصل الاجتماعي أو في اللقاءات العامة لأن في الوحدة قوة، وعدم التخاصم والنزاع فيما بيننا والاستناد إلى العقل والمنطق والابتعاد عن الانفعالات العابرة والعصبية والفتن، حيث قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ـ آل عمران: 103). فالوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية تقوي المجتمع وتؤلف بين القلوب والمشاعر وتؤدي إلى النصر على الأعداء وتدحر أذى المعتدين وتضعف قوتهم.