كم كانت سعادتي بتلبية دعوة كريمة من الزميل برابطة الأدباء صالح المسباح لزيارة المكتبة الكويتية التــراثية فقد لمت نفــسي لتأخري في تلبية هذه الدعوة إذ عندما وطــأت قدماي هذه المكتبة أصابتني الدهـشة والإعجاب من العمل الوطني العظيم الذي يدل على جهد باحث ومؤرخ وإنسان يعتز بوطنيته وحبه للوطن.
فقد كرس وقته وجهده للحفاظ على الذاكرة الحضارية والثقافية والأدبية للكويت واهتم بجمع التراث من كتب ووثائق وتذكارات وقد بوبها بإتقان وعرضها عرضا جميلا لتكون شاهدا على أن الكويت ليست فقط أرضا لإنتاج النفط ولكنها رحما لولادة الأعمال الأدبية والثقافية وحضارة عميقة الجذور نحبها ونعتز بالانتماء إليها والحديث عن مفاتنها.
وتجولت بين التراث والحضارة التي تفوح رائحتها من الكتب النادرة والثمينة وسعدت بالإهداءات القيمة من الزميل الأديب والمؤرخ صالح المسباح وتمنيت أن تصبح المكتبة الكويتية التراثية مزارا لرحلات طلبة المدارس ومركزا للباحثين وطلاب العلم وأن تحظى بما تستحقه من رعاية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومن المجلس الوطني للفنون والآداب وأن يحظى الأديب الكبير بما يستحقه من تكريم لإبداعاته في جمع التراث وإتاحته وعرضه بأسلوب رقيق منظم نعتز به لإنجازات المبدعين والتي يفوح منها عبق التاريخ والزمن الماضي الجميل. إنها ذاكرة الأمة التي يجب أن نتعلم جميعا المحافظة عليها حتى لا يصيبها الزهايمر لأن الأمم التي تفقد ذاكرتها تفقد هويتها أيضا وتهيم على وجهها بين الأمم الأخرى فلا تتعرف على نفسها ولا يعرفها أحد. فشكرا للزميل العزيز صالح المسباح على الدعوة الكريمة وعلى الإهداءات التي لا تقدر بثمن وقد قطعت وعدا على نفسي بألا تكون الزيارة مجرد رحلة عابرة بل ستتكرر بإذن الله وسأطمع في المزيد من الإهداءات القيمة.