أكثر من 4 عقود مضت على صدور جريدة «الأنباء» حملت فيها لواء التنوير والفكر الحر وأصبحت أحد المعالم الثقافية والحضارية للكويت نظرا لتنوع المحتوى الإعلامي لها والموضوعات السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية التي تطرحها الجريدة. وبالرغم من عصر الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، إلا أن «الأنباء» تجلس باقتدار ملكة متوجة في مملكة الصحافة وتاجها مرصع بأسرة التحرير والإدارة والتوزيع وكُتّاب الرأي الذين تستضيفهم الأنباء. وأقدم تهنئتي للأنباء على هذا النجاح المستمر إذ إنه مهما أضأنا الشموع في يوم ميلادها ومهما كانت قوة إضاءة الشموع فلن تعادل الإضاءة الفكرية والحضارية التي تتمتع بها فهي مركز إشعاع يضيء الطريق في جميع أيام السنة ويوزع إشعاعه في البلاد في جميع المجالات.
ولا ننسى أن جريدة «الأنباء» حملت رسالة وطنية غالية في أحلك المواقف والأزمات المتعددة بصدورها في أصعب الظروف وتقديم الدعم للمواطنين والمقيمين في أمور الحياة. وعندما نتحدث عن أسرة المرزوق الكرام فإننا لا يمكن أن نعدد جميع صفاتهم فهم الداعمون لجميع العاملين في الجريدة وفي قمة التواضع والكرم للجميع، وعائلة المرزوق لها مساهماتها العملاقة والمشهود بها في المجالات المختلفة ومن أبرزها مركز الطب الإسلامي وجريدة «الأنباء»، وكلاهما من الصروح التنموية بالبلاد التي نعتز بها، فقد اختارت عائلة المرزوق الكرام الاستثمار في الصحة والفكر والثقافة والإعلام لأنها ركائز رئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة التي حثت عليها الأمم المتحدة في أهدافها العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.
وقد تشرفت ومنذ حوالي عقدين من الزمان بانضمامي إلى أسرة الأنباء من خلال مشاركتي في كتابة العمود «ألم وأمل» فهذه كانت النافذة على المجتمع وقد استفدت كثيرا من خلال كتاباتي في «الأنباء» إذ تنقلت من موضوع لآخر، حيث كانت آراء القراء مشجعة وهي تثري أي موضوع. وعلى عكس ما يروج من وجود مقص للرقيب أو رقابة خفية داخل الصحف في بعض الدول فإنني أعتز بأن مقص الرقيب غائب عن إعلامنا الحر والمسؤول.
وفي ختام مقالتي أقدم التهنئة لجميع العاملين في جريدة «الأنباء» فهم دعامات النجاح على مر الزمان وفي جميع العقود التي مضت منذ صدورها وحتى الآن وكل عام والجميع بخير.