الزائر لوزارة الصحة يلمس بوضوح إنجازات غير مسبوقة تجعل من الكويت مركزا عالميا للإصلاح الصحي، فقد حققت الخطة الإنمائية أهدافها وتطورت إدارة المستشفيات ولم يعد من يتسابق على العلاج في الخارج وتنخفض معدلات مرض السكر وأمراض القلب واختفت تماما الأخطاء الطبية.
كل هذه الإنجازات تحققت بعصا سحرية وقرار غير مسبوق لمنع دخول المراجعين والموظفين والصحافيين من البوابة الرئيسية لوزارة الصحة وليس من حق المواطن أن يمر من بوابة مبنى الوزارة سواء كان على موعد مع الوزير أو الوكيل أو أحد الوكلاء المساعدين أو أي مسؤول في الوزارة وتتكدس السيارات في عز الحر عند بوابة الوزارة ويتفحص العاملون بالحراسة القادمين لقضاء حوائجهم سواء من المرضى أو غير المرضى المراجعين والسبب هو أن أوامر عليا قد صدرت بمنع دخول الجميع من بوابة الوزارة وكأنها بوابة المخابرات المركزية الأميركية أو بوابة وكالة ناسا للفضاء أو بوابة الأمم المتحدة في نيويورك.
ولولا أنني عشت الموقف بنفسي ما كنت لأصدق هذا الإجراء، أما عن الذي أصدر الأمر فقد قالوا انه أحد القياديين بالوزارة الذي أبدع بهذا القرار الصاروخي لأن البوابات تحت إشرافه ومسؤولياته القيادية وقد سبقه قيادي سابق بنفس القسم كان يستدعي دوريات المرور لتحرير مخالفات لسيارات الموظفين داخل أسوار الوزارة. وبعد أن عشت الموقف بنفسي وعانيت من تداعيات القرار العجيب فإنني لا أملك سوى أن أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظم الله أجركم في وزارة لا يهتم أحد قيادييها سوى بالبوابة ومنع المواطنين والمراجعين من العبور منها.
إن مثل هذه الأفكار لا تليق بقيادات مسؤولة عن صحة وحياة البشر والأنسب أن تطبق هذه الأفكار في أماكن أخرى غير وزارة الصحة وإن كان من الضروري تطبيقها في «الصحة» فليكن ذلك بمستشفى الطب النفسي فهو المكان اللائق بمثل هذه الإبداعات والتي هي فوق مستوى العقل والمنطق السوي. وكفى هموما ومعاناة للمرضى والمراجعين ولتكن القرارات أعلى من مستوى إغلاق البوابة أمامهم، بينما تعلن الوزارة عن اهتمامها بشكاوى المرضى ومتابعة معاناتهم ويهدم كل هذا بقرارات غير منطقية ويصعب تفسير أسبابها من العقلاء. وأتمنى من وزير الصحة أن يتدخل لحل مشكلة بوابة الوزارة، ويبعدها عن مجال القرارات التعسفية، وأن يستفيد من عقلية غلق الأبواب لغلق ملفات شائكة ومشينة تتحدث عنها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ليلا ونهارا، وتبحث عن حلول ليس بعقلية إغلاق البوابات ولكن بعقلية قيادية ومبدعة، ولديكم الكثير من ذوي العقليات القيادية المبدعة.