عرفنا من أجدادنا أن الفداوية هم حراس الحاكم، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل حمايته وأمنه، ويتفاخرون بإظهار ذلك أمام الآخرين.
وقد ظهر حديثا فداوية من نوع جديد يتظاهرون بالولاء والطاعة لأي وزير جديد ويتبارون في تسويق إنجازات غيرهم على أنها منسوبة لهم، بل ويتنافسون ويتسابقون في إطلاق التصريحات الإعلامية بمناسبة ومن غير مناسبة لحب الظهور والتلميع الإعلامي من أجل الوصول إلى مناصب شاغرة أعلى من مناصبهم الحالية.
ويتمتع هؤلاء بالشراسة والعنف المعروف عن الفداوية وقدرتهم على الإطاحة بمن يقف في طريقهم دون تفكير، ويتناسون أن طبيعة العصر قد اختلفت تماما عن السابق فإن الوزراء في الوقت الحالي لم يأتوا من كوكب آخر وأصبح المجتمع واعيا لما يدور في الأروقة الضيقة لمناطق نفوذ الوزراء ولم تترك وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء المخلصون أي شاردة أو واردة إلا نشرتها وقامت بتحليلها، بل إن بعض المواقع تخصصت في أخبار المهمات الرسمية غير المبررة لبعض المسؤولين ومدى علاقتها بمناصبهم ومسؤولياتهم في الوقت الذي يتحدثون فيه عن ترشيد الإنفاق.
والنصيحة المخلصة لهؤلاء الفداوية الجدد أن يتفرغوا لأعمالهم ومسؤولياتهم لأنها خير دعاية لهم إن أنجزوا فيها بدلا من محاولة التسلق على إنجازات غيرهم ومن دون وجود أي إنجازات فعلية لهم حيث إنهم في الواقع بلا إنجازات.
وإن المسؤول الجديد مهما كان موقعه فهو من نفس المجتمع وقد يكون من نفس الوزارة وعلى علم تام بجميع الأمور حوله.
وأتمنى من جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمخلصين والنشطاء ضرورة فضح أمر هؤلاء الفداوية الجدد المتسلقين وتحرير المسؤولين من سطوتهم وعبثهم وظلمهم للآخرين ومن محاولاتهم للتقرب لأي مسؤول جديد.
وأدعو المسؤولين الجدد للانتباه لهؤلاء الفداوية الجدد غير المخلصين الذين يحاولون تصفية حساباتهم مع الآخرين من خلال المسؤول الجديد دون علمه وضرورة عدم الانسياق خلف آرائهم أو توجهاتهم أو دعاياتهم وحروبهم النفسية على طريقة وزير إعلام النظام النازي جوزيف جوبلز وبطريقة «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس» فهذه الطريقة قد تسقط مصداقية المسؤول الجديد إذ لا علاقة لهم بالمصلحة العامة ويحرصون على مصالحهم الشخصية حتى لو أدى ذلك إلى الإساءة لأي مسؤول والظلم للآخرين.
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.. الحجرات: 6).