العمل التطوعي له العديد من المجالات سواء في داخل البلاد أو خارجها وله آثاره الإيجابية على المجتمع وعلى الوطن إلى جانب أثره على المتطوعين لغرس ثقافة العطاء والتسابق لمساعدة الغير والفزعة في أوقات الطوارئ، وللكويت والكويتيين سجل ناصع في العمل التطوعي منذ القدم وأصبحت الآن المجالات متعددة للعمل التطوعي والتي تحتاج لجهود المتطوعين وإبداعاتهم.
ولكن تنظيم العمل التطوعي يضاعف من فوائده ويجعل المجتمع يستفيد منه بصورة أكبر في جميع الأوقات وليس فقط في أوقات الأزمات أو الطوارئ إذ يجب أن يحظى المتطوعون ببرامج تدريب وأن تكون جهودهم محل تقدير من المجتمع وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهد التطوعي وعدم محاربتهم في عملهم التطوعي.
وقد جعلت الأمم المتحدة يوما عالميا خاصا للاحتفال بالعمل التطوعي وتكريم المتطوعين باعتبار أن تشجيع العمل التطوعي أولوية عالمية وليست محلية وتقديرا لأهمية دور المتطوعين في تحقيق التنمية وبناء المجتمعات ونشر التعاون والسلام بين الشعوب ومهما قدمت الحكومات من دعم وتشجيع للمتطوعين فإن ذلك يكون أقل بكثير مما يستحقه بعض المتطوعين وما يقدمونه من إنجازات سواء للمجتمع أو الأسر أو على مستوى العالم.
وإنني على ثقة أن من يرغب في التطوع سيجد العديد من المجالات التي ترحب به، كما سيجد في بعض المسؤولين التشجيع والدعم وخصوصا لتشجيع الشباب والطلبة على التطوع خلال فترة الإجازة الصيفية واعتبار العمل التطوعي الصيفي كورسا تعليميا صيفيا يكون له فوائده للطلبة ويتعلمون من خلاله العديد من المهارات الحياتية وهي مهارات ضرورية لبناء الإنسان.
ولا ننسى ما قمنا به وقام به أبناؤنا وأخواتنا من أعمال تطوعية أثناء الغزو الآثم سواء داخل البلاد أو خارجها فلم تقل جهود المتطوعين وتضحياتهم عن جهود جميع أبناء الوطن الذين لبوا النداء مدافعين عن الكويت الحبيبة.
وأتمنى أن أجد المتطوعين حولنا في كل مجال ومكان فإن الوطن يحتاج إلى مبادرات وأفكار وجهود المتطوعين لتحقيق التنمية المنشودة.
وإن ما يكتسبه المتطوع من مهارات تجعله شخصية متميزة وتتحلى بمهارات لا تتوافر لدى غيره ممن لم تتاح لهم الفرصة للتطوع لأن التطوع ممارسة حياتية إيجابية إذ يجب تنمية ثقافة التطوع وتشجيع الأعمال التطوعية على جميع مستويات الدولة وأن يعطى لمن لديه سجل من الأعمال التطوعية أولوية في التعيين وشغل الوظائف الإشرافية والقيادية لأنهم بلا شك سيكون عطاؤهم ملموسا عندما يتولون زمام القيادة في مؤسسات الوطن.
ولا بد من تقدير جهود المتطوعين من الجميع سواء الحكومات أو الهيئات أو مؤسسات المجتمع المدني حتى نستطيع تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة حتى عام 2030.