بعد عودة الآلاف من إجازات الصيف سواء من الكويتيين أو غير الكويتيين كما هو الحدث كل عام فإن إدارة هذا الموقف سواء على مستوى المطار أو على مستوى المدارس كانت نماذج للفشل الإداري الذي لم نلمسه من قبل.
فإن مطار الكويت ومعاناة القادمين والمغادرين من الازدحام ومشاكل التكييف وتأخر تسلم الأمتعة خير دليل على ذلك، وليس حال التربية والتعليم مختلفا عن حال المطار الدولي فقد أصبنا بالصدمة لقرار تأجيل الدراسة ببعض المدارس بسبب التكييف واغتيال فرحة أبنائنا بالعام الدراسي الجديد وهذا إنما يدل على الفشل الذريع لوزارة التربية لعدم استعدادها للعام الدراسي.
فإنني أتساءل إلى ماذا استعدت وزارة التربية في الإجازة المدرسية؟ وماذا ننتظر من المسؤولين في التربية وهم الآن رهن التحقيق؟ لو كنا في اليابان أو في أي دولة متقدمة لكان تصرف كل مسؤول عن هذه الفضيحة بتقديم استقالته أو انتحاره انتحارا إداريا ولكن يبدو أن لدينا مسؤولين لا يدركون حجم وجسامة وأمانة المسؤولية أو يبدو أن اختيار القيادات والمسؤولين لا يأتي بالأكفاء.
إن أزمة المطار الدولي والعام الدراسي الجديد قد كشفتا عن مثالب أساليب الترضيات والمجاملات في اختيار القياديين والمسؤولين وضعف برامج تدريب وتأهيل القياديين وكانت النتيجة كما رأينا وهو ما يجب أن نتعلم منه الكثير من أجل كويت المستقبل والرؤية التي يقودنا إليها حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه.
ونتمنى ألا نرى في الأعوام القادمة أول حصة في أول يوم دراسي بجميع المدارس موضوعها «كيف تصبح فاشلا وكيف تتسبب في فقد الثقة بالتربية والتعليم؟». إن التربية والصحة هما أهم ركيزتين للتنمية الشاملة ويجب ألا يشوب أداءهما الإهمال والفشل واللا مسؤولية ونعتذر لأبنائنا وبناتنا الذين اغتيلت فرحتهم بعام دراسي جديد كنا نتطلع إلى أن يكون سعيدا.
ومهما حاول وزير التربية أن يجد فرصة للنجاح في «الدور الثاني» فإن ما حدث بالتربية هذا العام يجب تدريسه في مناهج التاريخ أو استحداث منهج مستقل عن الفشل الإداري لأن لدينا قيادات تربوية قادرة على تدريس هذا المنهج من واقع التجربة ودون عناء التحضير.