تشكل ظاهرة العنف تحديا عالميا يستوجب الاهتمام والدراسة، وقد شهد عام 2018 العديد من الأحداث الدامية بسبب العنف سواء كان في صورة حروب وصراعات بين الدول والجماعات أو داخل الدولة الواحدة أو العنف السياسي أو العنف المنزلي بالرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الدولية التي تنبذ العنف وتكرس ثقافة السلام، كما أن الغايات المتعلقة بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة تؤكد على نبذ العنف والعمل على إقامة مجتمعات مسالمة لا مكان بها للعنف.
وكذلك فإن مؤشرات قياس تلك الغايات تتطلب توافر معلومات دقيقة عن حالات العنف وضحايا الحوادث المختلفة إلا أن ما نشهده في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يكشف عن أن ظاهرة العنف أصبحت تمثل تهديدا كبيرا للبشرية وللمجتمعات المسالمة حيث إن العديد من العواصم العالمية والإقليمية تشهد سقوط ضحايا للعنف الجماعي والاحتجاجات ولا يخفى علينا ما تنشره المنظمات الدولية المعنية بمناهضة العنف من آن لآخر.
ومع بداية العام الجديد 2019 فمن الواجب علينا أن نعمل جميعا لنحقق هدف العام الجديد بلا عنف سواء كان العنف ضد المرأة أو ضد أي جماعات أو مجتمعات وسواء كان عنفا منزليا أو في مكان العمل أو عنفا جماعيا وسواء كان لفظيا أو جسديا.
والبداية لابد أن تكون من المنزل وبتربية الأبناء في أجواء عائلية مسالمة وبعيدة عن العنف بجميع صوره وأشكاله مع التوعية المستمرة لجميع فئات المجتمع بما يترتب على العنف من خسائر اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية.
كذلك للمؤسسات المدرسية وهي البيت الثاني الدور الكبير في تنقية البيئة التربوية من العنف والحد منه داخل أسوار المدارس وذلك بتعزيز الرقابة لسلوكيات الطلبة وانفعالاتهم وتعزيز الأخلاق وغرس المبادئ الصحيحة في نفوس الطلبة.
أتمنى أن يكون العام الجديد خاليا من العنف والصراعات.
وكل عام وأنتم بخير.