مع تقديري الكامل لمعاناة الزملاء الأطباء بسبب ازدحام العمل في العيادات سواء في المستشفيات أو في مراكز الرعاية الصحية الأولية وهو ما يؤدي إلى عدم توافر الوقت الكافي للطبيب للتواصل مع المريض وتوعيته بأسلوب علمي ومبسط حول أسباب المرض وطرق الوقاية والعلاج وهو ما يعرف بمحو الأمية الصحية والذي يؤدي إلى خفض معدلات الأمراض ذات العلاقة بأنماط الحياة والسلوكيات مثل أمراض القلب والسكر والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة.
وقد نشرت مؤخرا المجلة العلمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية وبالتحديد في العدد رقم 11 الجزء 24 الصادر في نوفمبر 2018 مقالا علميا عن المعرفة والاتجاهات والسلوكيات والممارسات حيال مرض السكر في الكويت وقد أجرى الدراسة مجموعة من الباحثين من جامعة الكويت ومعهد دسمان للسكري وللأسف الشديد فإن نتائج الدراسة تبين وجود سلبيات كثيرة تتعلق بتوعية المرضى بعوامل الخطورة ذات العلاقة بمرض السكر مثل التغذية غير الصحية ومزاولة النشاط البدني بانتظام. وإن نتائج تلك الدراسة يجب أن تكون منطلقا لقيام الزملاء الأطباء بمسؤولياتهم لتوعية المرضى جنبا إلى جنب مع وصف الأدوية والعلاج.
واقترح في هذا الصدد صرف بدل توعية للأطباء بما يحفزهم على القيام بتوعية المرضى بعوامل الخطورة وهو في النهاية سيؤدي إلى خفض معدلات انتشار الأمراض المزمنة وتوفير ميزانيات الأدوية اللازمة لعلاج تلك الأمراض والتي تتزايد أسعارها العالمية وتثقل كاهل ميزانية وزارة الصحة.
وأرجو أن تتبنى الجمعية الطبية الكويتية إضافة بدل التوعية إلى بدلات الأطباء وأن تترك عنها مسؤولية التشريع للسلطة التشريعية في البلاد حيث إننا في دولة مؤسسات.