يعد اختبار التخطيط الكهربائي للقلب اختبارا جيدا لتشخيص المشاكل القلبية بدقة ولكن أحيانا لا يمكن الكشف عن جميع الأمراض به، وكانت البداية في عام 1903 عندما اخترع أينتهوفن أول جهاز لتخطيط القلب أو المعروف برسام القلب وكان الجهاز ضخما وغير متقن الصنع ومع مرور الأيام أدخلت الكثير من التحسينات عليه إلى أن أصبح صغيرا ويمكن حمله ووضعه بجانب سرير المريض وأصبح استخدامه سهلا. ويعد ذلك من الابتكارات المهمة في مجال الطب حيث ان الطبيب يستطيع بواسطته اتخاذ القرار المناسب لإنقاذ حياة المريض وإعطائه العلاج والرعاية المناسبة. ولكن السؤال الذي يدور في أذهاننا هل نجحت أجهزة تخطيط القلب في نقل صورة ما يدور في القلوب إلى الورق من خلال التخطيط؟ وعلى سبيل المثال ماذا عن المشاعر التي تدور في القلوب هل يمكن لأجهزة التخطيط أن تصورها؟ وماذا عمن تمتلئ قلوبهم بالحقد ونكران الجميل والبغض وهل يمكن كشفها بتخطيط القلب؟
وماذا عن أصحاب القلوب التي تفيض بمشاعر الحب والعطاء والإخلاص هل يمكن كشف ذلك بالتخطيط؟ وهل سيأتي اليوم الذي يذهب فيه الشخص للطبيب فيفاجأ بعد تخطيط القلب أن صورة التخطيط لا تكشف عن اضطراب عضوي بل تكشف عن مشاعر مكبوتة وغير ظاهرة لمن حوله؟!
إننا بحاجة الآن في هذا الشهر المبارك إلى تطهير القلوب والنفوس بالصيام والقيام والصدقات والعمل الصالح لنحافظ على اطمئنان القلوب وسلامتها من المشاعر السلبية. وقد يتعرض الإنسان لمواقف معينة تجعله حزينا أو سعيدا ولكن لا يجب الاستسلام لمشاعر الحزن والأحقاد والبغضاء لأن هذه المشاعر السلبية قد تؤدي مع مرور الوقت إلى أمراض عضوية بالقلب.
ولابد أن يتحكم كل شخص بمشاعره ويبتعد عن كل ما قد يفرق بينه وبين الآخرين ويملأ قلبه بالحب والعطاء، وهذا يمكن أن يغذيه بالصيام والطاعات لله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن والتمعن في معانيه ومناجاة الله عز وجل وأن تكون النية خالصة لله وحده. فإن الاستعانة بالله وحده بكل الأمور فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله».
وقال تعالى في كتابه الحكيم: (إياك نعبد وإياك نستعين). فاستعينوا بالله لتصح قلوبكم وتطهر من أي مشاعر سلبية وتمتلئ بالحب وتصبح قلوبكم سليمة ورسم القلوب جميلا.