بعد أيام معدودة ينتهي أفضل شهور السنة وهو شهر رمضان، شهر الصوم الذي يحرص فيه الجميع على أداء الطاعات والعبادة والقيام والذكر وخاصة في العشر الأواخر منه، والجميع يجتهد في العبادة ويحيي الليل طلبا لليلة القدر والبعض يعتكف فيها حتى ينال رضا الله ويستجاب لدعائه. ويسود الحب والتعاون والتسامح بين الجميع في هذا الشهر وتكثر الصدقات وأعمال الخير وإدخال البهجة والسرور على المحتاجين وعلى الأطفال في أيام القرقيعان وتكثر الزيارات العائلية ويتحلى الصائمون بالعفو عن كل مخطئ ومسيء. وبعد انتهاء هذا الشهر تحل علينا أيام العيد والذي يحرص الكل على لبس أفضل الملابس فيه وتوزيع الحلويات والعيادي على الأطفال والتسامح والمحبة بين الجميع، ولكن بعد مضي هذه الأيام الجميلة هل ننساها بلحظة وكأنها لم تكن؟
لابد من أن يأخذ الجميع العبرة من هذه الأيام حتى نستمر بأعمال الخير والتسامح والحب وإدخال البهجة والسرور على الجميع. فالمسلم يجب أن يتحلى بأخلاقه الكريمة والتسامح مع الآخرين في كل وقت وزمان وليس في رمضان فقط. فلماذا لا نجعل جميع أيام السنة هي أيام رمضان حتى يسود الحب والرحمة وتسود الفضائل بين الجميع. ولنبدأ جميعا بمراجعة علاقاتنا مع الآخرين والبحث عن المحتاجين وتلبية احتياجاتهم وإسعادهم ولا يقتصر ذلك فقط على شهر رمضان. ولنتسامح ولنغفر لكل مخطئ ولنتحلى بالصبر وأن نتقبل الآخرين بأفكارهم ولا نسيء لأحد. ويجب الصدق في الأقوال والأفعال والابتعاد عن الكذب واحترام الآخرين وعدم التقليل من قيمتهم وضبط النفس في الكلام والأفعال وإنصاف المظلومين.
وعندما نسعى لتحقيق رؤية كويت المستقبل فلا بد من أن نبدأ بأنفسنا أولا حتى نستطيع أن نكون يدا واحدة قوية لا يمكن أن يفرق بيننا أي سبب من الأسباب سواء كان بسبب دين أو طائفة أو جنسية، لأن الله خلقنا جميعا متساوين في كل الحقوق والواجبات والتفاضل بيننا يكون في التقوى. وأرجو أن يبادر الجميع لتحقيق المساواة وعدم التفرقة بين الآخرين إلا بالتقوى والعمل الصالح.